لعبة الوسيط الثقافي التي تحاول المجلة أداءها ليست سهلة طبعاً. تتدخل فيها شروط وظروف ثقافية كثيرة، مثل مطبّ النظرة الاستشراقية التي تلقي عبئاً إضافياً على المجلة، بمعنى الإسهام في تحرير فنّ هذه المنطقة من الأحكام المسبقة.
لعبة الوسيط الثقافي وتحديات النظرة الاستشراقية
ثمة خشونة مثيرة في الورق، كأنَّنا نسمع أغنية قديمة ترافقها خشخشة. شعور يعززه الأسود والأبيض الطاغي على «بدون»، مع صفحات ملونة قليلة.
المجلة احتفلت بعيدها الخامس أخيراً، ويحمل عددها الـ 18(صيف 2009) ثيمة واحدة هي «مقابلات». هكذا نتصفح لقاءات مع الشاعرة اللبنانيّة إيتيل عدنان (لين تيلمان)، والروائي المصري صنع الله إبراهيم (أحمد العطّار)، والفنانة التركية بانو سينيتوغلو (مايكل فاسكيز)، ومصمم بورتريهات السياسيين اللبناني محمد موصللي (زينة معاصري)، وصاحب بازار الكتاب في بيروت عمر سليمان (لانا ضاهر)، والموسيقيّة البريطانيّة من أصول سريلانكيّة مايا أرولبراغازام (نيغار عظيمي). أحد اللقاءات يأخذ طابعاً خاصاً: إنّه حوار بين جيني الهادف مؤلفة «شمس منتصف النهار» والكاتب والمخرج الأميركي هامبتون فانشر، حيث يعتقد كلّ منهما أنّه يجري المقابلة مع الآخر. عسى أن توسع المجلة بيكارها، وتبحث عن فنانين من سوريا والأردن وفلسطين. أليست مجلة تجريبية تقترح أنها مكان اجتماع أصوات متعدِّدة من الشرق الأوسط؟