حضور الدراما اللبنانيّة سيقتصر على «شيء من القوة» الذي سيُعرض على lbc الأرضيّة. لكنّ النجوم اللبنانيّين لن يغيبوا تماماً في رمضان... وها هم يطلّون في الأعمال المصريّة والسوريّة والبدوية
باسم الحكيم
لن تنافس الدراما اللبنانيّة الأعمال المصريّة والسوريّة على الفضائيّات العربيّة في رمضان. تلفزيون «المستقبل» الذي اهتم كثيراً بالمسلسل اللبناني في الآونة الأخيرة، لم يتمكن من الإيفاء بوعده بتقديم «Maître ندى» من كتابة سميّة شمالي في الموسم الدرامي، وخصوصاً أنّ الشركة المنتجة له «مروى غروب» لا تزال منشغلة بتصوير مسلسل «سارة» (للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج سمير حبشي وبطولة سيرين عبد النور، يوسف الخال، ندى أبو فرحات ويوسف حداد) الذي سيعرض في الخريف المقبل على شاشة Mtv. كما أنّ تجربته الدراميّة المحليّة في رمضان الفائت مع «مجنون ليلى»، لم تحصد النجاح المتوقع. كما اضطرت المحطة لتأجيل عرض سيتكوم «نفرح منك» كتابة طارق سويد (بطولة طلال الجردي وجيزيل بويز وإخراج سمر عازار) إلى شبكة الخريف. فقد طلبت المحطة من سويد، كتابة 10 حلقات إضافية ليصل العدد إلى 30، لكنه اعتذر عن الأمر، تجنباً للحشو أوّلاً ولأن الديكورات استبدلت منذ مدّة. كما أن معظم الممثلين ارتبطوا بأعمال أخرى. هكذا، تغيب الدراما اللبنانيّة عن الفضائيات، وتحضر محليّاً فقط عبر LBC (الأرضيّة) في «شيء من القوة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف وإنتاج «فونيكس بيكتشر إنترناشونال»، وخصوصاً أن مسلسل «ورود ممزقة» للكاتب والمخرج نفسيهما، حقّق نجاحاً جيداً ووصل إلى «إيمي أوورد»، إضافة إلى سيتكوم «خدنا بحلمك» للمخرج ناصر فقيه.

تجربة «المستقبل» مع «مجنون ليلى» في رمضان الماضي لم تحصد النجاح المتوقع
وقبل أيّام من حلول الموسم الدرامي، قرّرت الشاشات اللبنانيّة أن تنهي رحلتها مع المسلسل اللبناني لتستأنفها بعد رمضان. علماً بأن ما يعرض من مسلسلات على الشاشات المحليّة، يصلح للعرض الرمضاني اليومي أكثر من العرض الأسبوعي، وخصوصاً تلك المسلسلات التي يصل عدد حلقاتها إلى 30. فمسلسل «دكتور هلا» للكاتبة كلوديا مرشليان وإخراج غابي سعد مثلاً، ما زال يعرض على شاشة «المستقبل» (الثلاثاء 21:00)، منذ شباط (فبراير) الماضي، بمعدل حلقة واحدة أسبوعيّاً ويلاقي استحساناً من المشاهدين، لا سيّما في حلقاته الأخيرة، بعدما صارت تتسم بالتشويق بخلاف حلقاته الأولى الهادئة أكثر من اللزوم. بينما تنبهت LBC إلى الأمر، وقرّرت تقديم المسلسل اللبناني في موعدين أسبوعيّاً. وبالعودة إلى «دكتور هلا»، شبكت مرشليان أحداث قصتها جيّداً، وسيكون على بطلة القصة (ريتا برصونا)، حسم خياراتها بشأن علاقتها بنديم (محمد إبراهيم)، ووضع النقاط على الحروف لقصة حبّها مع غدي (بيتر سمعان). كما ستحدد الحلقات الأخيرة، مصير جاد (شادي حداد) الموقوف بسبب إطلاقه النار على والدته سامية (كارلا بطرس)، بعدما ضبطها مع عشيقها عمر (وجيه صقر)، الذي ما زال مصراً على التقرب من ابنة عشيقته جمانة (ألين لحّود). وستكشف الحلقات عمّا إذا كانت فيرا (ماغي أبو غصن)، ستتمكن من إنقاذ بيتها وابنتها وزوجها.
قبل ذلك، اختتم تلفزيون «الجديد» حلقات «لأنّه الحب» للكاتب شكري أنيس فاخوري وإخراج إيلي فغالي. وهو العمل الذي رصد قصّة حب بين أحمد الشعار الشاب المسلم (باسم مغنية) وزينة صابر الفتاة المسيحيّة (داليدا خليل) من جهة، وبين شقيق زينة (المسيحي) ميشال (يوسف بظاظا) وشقيقة أحمد (المسلمة المحجّبة) هدى من جهة ثانية. وارتأى الكاتب أن ينهي قصته بواقعية وعدم اللجوء إلى الخواتيم السعيدة كعادته.
في العمل الأوّل، تمكنت ريتا برصونا من الخروج من شخصيّة «الغنوجة» التي حاصرتها في «غنوجة بيّا». وحاولت هنا، تقديم الشخصيّة بروح كارمن لبّس ورولا حمادة اللتين كانتا مرشحتين للدور قبل أن يسنده المنتج مروان حداد إليها. وبذلت برصونا مجهوداً لتقديم الدور بواقعيّة ومن دون تكلّف في ثاني أدوارها الدراميّة في الآونة الأخيرة، بعد قصة «الليلة الأخيرة» من سلسلة «زمن». وتميّز شادي حدّاد بتجسيد شخصيّة جاد الشاب المدمن على الكحول، بعفوية مبتعداً عن فخ المبالغة الذي يسقط فيه الكثير من مجسدي هذه الأدوار. وبدت ماغي أبو غصن، الممثلة التي لم تأخذ فرصتها التي تستحقها، فاكهة العمل، وقد نجحت بأداء شخصيتها بخفة ظل. أما بيتر سمعان، فيحرص على الابتعاد عن التصنع، ولعله ينجح في ذلك، لكن معظم أدواره تبدو قريبة من بعضها، فغدي (دكتور هلا)، لا يختلف كثيراً عن طارق (غنّوجة بيّا)، علماً بأن الكاتبة حرصت على تضمين دوره بعض الانفعالات. وقدّمت كارلا بطرس شخصية المرأة المنحلّة جيّداً.
أما في مسلسل «لأنه الحب»، فقد حرص باسم مغنية على تجسيد شخصية الشاب المسلم، بعفوية ومن دون تصنع، وتميّزت يمنى بعلبكي في أداء شخصيّة الشابة المسلمة. وكان «الجديد»، يتوقع أن يحدث العمل ضجّة عند عرضه، غير أنه مرّ بهدوء. ومع ذلك، يمكن اعتبار العمل خطوة جيّدة على طريق تقديم دراما مستقاة من الواقع.


هجرة النجوم

رغم غياب الدراما اللبنانيّة عن المنافسة الرمضانيّة، فإن النجوم اللبنانيين سيطلون في الدراما المصريّة والسوريّة والبدوية. هكذا، يجد عمار شلق وماغي أبو غصن ورولا شامية طريقهم إلى جمهور رمضان في «ليالي»، بينما يجسد فادي إبراهيم وكارمن لبس (الصورة) ومجدي مشموشي أدواراً رئيسية في «البوابة الثانية» («الحياة» و«بانوراما دراما»)، وتتقاسم نادين الراسي مع لوسي بطولة «كلام نسوان»، وتطل لاميتا فرنجية في الدراما البدوية «الجمر والرمال»، كما يجسّد كل من دارين حمزة ويوسف الخال ووجيه صقر أدوارهم في «الدوامة»، ونادين نجيم ومايا نصري في «رجال الحسم»