الفرقة التي تعكس نبض الشباب المصري، هي ضيفة «إيقاع» الليلة في بيروت، حيث تستعيد أعمالاً شعبية كلاسيكية وأخرى خاصّة
بشبر صفير
يسير برنامج «لقاءات بيروت»، وتتعدَّد معه المواعيد الموسيقية. هذا الحدث الذي تنظمه مؤسسة «إيقاع» انطلق مع فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية ويصل مساء اليوم إلى محطة مع فرقة «رسالة» المصرية بعد حفلة ضمت الفنانين المشاركين في نادي «سناتش» هذا الأسبوع (إثر ورشة عمل جمعتهم لثلاثة أيام). الهدف من «لقاءات بيروت» خلق مساحة تفاعل بين مواهب شابة من الأردن (الفنان عزيز مرقة وفرقته «راز») ومصر (رسالة) ولبنان (مشروع ليلى) تحت إشراف فنيّ للمؤلفة اللبنانية جويل خوري. وبعد «لقاءات بيروت»، ستنتقل الأسماء المذكورة إلى العاصمة الأردنية (لقاءات عمان، بين 13 و15 آب) وبعدها إلى مصر (لقاءات القاهرة، بين 30 آب و2 أيلول/سبتمبر المقبل) لإضافة تفاعلات خاصة في كل مدينة، من خلال احتكاكها ببيئتها وجمهورها. في كل عاصمة من العواصم الثلاثة، يتمحور الحدث حول الضيف الذي يُعطى المساحة الأوسع من التعبير. الضيف في بيروت هو فرقة «رسالة» التي تقدِّم مساء اليوم ضمن «مهرجان جونيه السياحي» حفلتها المستقلة الأولى، على أن تَختتِم «اللقاءات» بحفلة ثانية على خشبة «مسرح دوار الشمس» (10 آب/ أغسطس).



مقطع من "يا بو جلابية"







تأسست فرقة «رسالة» عام 2000 وتتألف من ثمانية فنانين، ستة منهم حضروا للمشاركة في «لقاءات بيروت»، وهم نور عاشور (ساكسوفون، فلوت، مزمار)، فادي بدر (كيبورد، قانون)، شمس سالم (إيقاعات)، عمر جلال (درامز)، أحمد هاني (باص كهربائي) ووائل جواد (غناء). تنشط الفرقة منذ عقد من الزمن. رغم ذلك، لم تقُم بتسجيلات خاصة ولم تصدر ألبومها الأول بعد. في المقابل، لها مشاركات كثيرة في مهرجانات محلية، معظمها في الإسكندرية والقاهرة، وخارج الحدود. منذ انطلاقتها، وضعت الفرقة هدفاً فنياً واجتماعياً واضحاً لمشروعها الموسيقي الغنائي. هو بمعنى آخر، رسالة المجموعة (ينبثق اسم الفرقة) التي تقوم على تظهير صورة الشباب المصري وثقافته واهتماماته وهمومه من خلال الأغنية أو الموسيقى. ويمكن القول إن «رسالة» نجحت إلى حدٍ ما في التقاط نبض الوسط الشبابي المصري الذي راح نحو الغرب بقدر ما تمثّل المكونات الغربية من نسبة حضور في

الثابت في التجربة هو النَفَس الشعبي المصري
أعمال «رسالة». القليل الذي نعرفه من نتاج الفرقة قد لا يعطي فكرة شاملة عن مضمون عملها، لكن يمكن التأكد أنّ نمطها يجمع بين ثقافات فنية عدة، تعكس بلا شك خلفيات أعضائها. لذا، يصعب تصنيف الاتجاه العام لـ«رسالة» حتى الأعمال بأنه مستقل. فقد تحوي أغنيتهم الفانك والجاز والروك والشرقي والأفريقي، لكن الثابت هو النَفَس الشعبي الذي تمثله الكلمة المصرية (النصوص) فتتبعها المكونات الأخرى من موسيقى وأداء صوتي. وتجدر الإشارة إلى أن لبعض موسيقيي الفرقة نشاطات موازية، أبرزها عضوية كل من نور عاشور وأحمد عمر وفادي فدر في الفرقة المصرية الشابة «الدور الأول» التي أصدرت حتى الآن ألبومَين موسيقيَّين بعيداً من الأغنية، هما «قرار إزالة» (2006) و«عالطريق» (2009).
لفرقة «رسالة» أغاني ومقطوعات موسيقية خاصة، لكنها تستعيد، بما يتناسب مع توجهاتها الفنية، أعمالاً شعبية كلاسيكية (الشيخ إمام مثلاً) أو تعيد تلحين أخرى معروفة أيضاً، مثل أغنية «إيه العبارة» للشيخ سيد درويش، فنان الشعب وأب التطوير الموسيقي في مصر القرن العشرين. وحضورها إلى لبنان في إطار مشترك يحيلنا إلى مقارنتها مع الآخرين. هي تلتقي مع الاسمَين الآخرَين في العديد من النقاط لكنها تتفوق، على «مشروع ليلى» أقله»، في الشق التقني، أو التنفيذي أي مستوى العازفين الأساسيين، لأنّ الأخيرة تتمتع بنواة فنية جيدة لكنها ما زالت تمارس الموسيقى من باب الهواية المتقنة. أما الحدث الجامع فسيقام بعد غد الأحد في «صالة بيار أبو خاطر»، وتلتقي فيه الفرق الثلاث ومعهم مغني الراب الفلسطيني (اللبناني) «آي ــــ فويس».


9:30 مساء اليوم ــــ «مهرجان جونيه السياحي»
8:30 مساء الأحد ــــ «قاعة بيار أبو خاطر» (جامعة القديس يوسف/ بيروت). للاستعلام: 70/987791