إنّها المسرحية الأولى التي حملت توقيعه وحده بعد رحيل عاصي... ويستعيدها اليوم «الرحابنة الجدد» في غياب صاحبها
بيسان طي
مساء غد السبت، سيجد أبناء منصور الرحباني الثلاثة أنفسهم في مواجهة التحدي الأصعب. لسنوات خلت، عمل غدي ومروان وأسامة تحت عباءة الأب، على رغم الأعمال المنفردة التي سجلوها. غداً، تُستعاد مسرحية «صيف 840»، يغيب عنها بعض نجومها، تتبدل تقنيات تسجيل بعض الألحان... لكنّ الغائب الأهم هو صاحب العمل، منصور الرحباني الذي أراد أن تُعرض المسرحية مجدداً بعد 22 عاماً على تقديمها للمرة الأولى. رغبة منصور ستتحقق إذاً، النص ما زال كما هو، رقصات الدبكة ستُقدم كما صمّمها عبد الحليم كركلا قبل أكثر من عقدين.
أحد ركني المدرسة الرحبانية ظل مرتبطاً بشقيقه، حتى حملت جميع أعمالهما توقيعاً واحداً «الأخوين رحباني». تكتسي «صيف 840» أهميةً خاصةً في تاريخ منصور الفني الطويل. إنّها المسرحية الأولى التي حملت توقيعه وحده، بعد رحيل عاصي، ومثّلت في نظر بعض النقاد بداية لخط جديد في مسرح الرحابنة، وإن رأى كثيرون أنها تنتمي إلى مدرسة الأخوين رحباني بامتياز. المرحلة التي عمل خلالها منصور وحيداً أثمرت 11 مسرحية، إضافة إلى أعمال فنية أخرى ودواوين شعرية.

رقصات الدبكة ستُقدَّم كما صمّمها عبد الحليم كركلا
إنها قصة عامية إنطلياس، بل قصة زعماء العامية «يوم أقسموا اليمين على مذبح القديس مار الياس في كنيسة مار الياس»، لقد كانوا من كل الطوائف والمذاهب الدينية اللبنانية، واتفقوا على أن «يقفوا صفاً واحداً وقولاً واحداً ضد الأمير بشير الثاني المتعامل مع المصريين والفرنسيين في 7 حزيران 1840»، وفي الوقت عينه إنها «قصة تجويع الناس، وإجبارهم على دفع الضرائب التي شملت الأموات أيضاً، وسوق الناس إلى
السخرة».
مروان وغدي وأسامة سيتولون إدارة العمل وإخراجه و... وهم يذكرون ـــــ في غير مناسبة ـــــ أنهم شاركوا في الإعداد أو صناعة المسرحية عندما وُلدت للمرة الأولى.
ما الذي تغيّر في العمل المجدد؟ تغيب هدى حداد بطلة المسرحية الأولى، لتحل مكانها هبة طوجي، وسيطل غسان صليبا وأنطوان كرباج من جديد على الخشبة. لكنّ الجمهور سيتنبّه إلى أنه جرى استبدال معظم الممثلين. في النسخة الجديدة، يشارك بول سليمان ونزيه يوسف ومايا يمين وبطرس حنا وميشال أضباشي وآخرون. الإخراج يتولاه مروان الرحباني.
«صورة» العمل ستتغير أيضاً. لنقل إنّه اعتُمدت سينوغرافيا جديدة، فالمسرحية قُدمت قبل عقدين في مسرح مغلق، أمّا حالياً فستُعرض على خشبة في فضاء مفتوح، وستقدَّم الموسيقى «بطريقة جديدة»، إذ اعتمدت تقنيات أكثر تطوراً في التسجيلات. إذاً، جرت عصرنة العمل بما تسمح به الآلات والتقنيات الجديدة، لم يختلف النص أبداً، ولم تختلف الرسالة التي تحملها المسرحية.


20:30 مساء غد حتى 12 آب (أغسطس) الحالي ـــــ «مهرجانات بيبلوس» ـــــ للاستعلام: 09/542020
www.byblosfestival.org