عثمان تزغارت
في السينما العالمية نماذج عدة لمخرجين ومخرجات ورثوا شغف السينما عن أهلهم. وبين أشهر الأمثلة صوفيا ورومان كوبولا اللذان خاضا معترك الإخراج السينمائي، ونجح كلّ منهما في تحقيق شخصية فنية مستقلة، على الرغم من أنّ قتل الأب، ليس بالأمر السهل حين يكون هذا الأب هو السينمائي الأميركي فرانسيس فورد كوبولا.
وهناك نماذج أخرى لا تقلّ شهرة، في إيران، يتمثل في آل مخملباف: الأب محسن (صاحب رائعة «قندهار»، 2001)، وابنتاه سميرة («الجائزة الكبرى» في «مهرجان كان»، 2000 عن «اللوحة السوداء»)، وحنّة (صاحبة «بوذا ينهار إحساساً بالعار»، 2008).
وها هي عائلة فنية أخرى تسلك المسار ذاته، وهي آل شويخ في الجزائر. الجمهور العالمي يعرف الأب محمد شويخ، صاحب «القلعة» (1988)، و«يوسف» (1994)، و«عرش الصحراء» (1998).. ويعرف أيضاً زوجته يامينة بشير شويخ التي لفتت الأنظار في «مهرجان كان»، عام 2003، بباركورتها «رشيدة»، بعد ربع قرن من العمل في مجال المونتاج.

شرعت في تصوير «أبناء الجنّ»، أوّل أفلامها الروائيّة الطويلة
وها هي ابنتهما ياسمين شويخ (26 سنة) تخوض التجربة ذاتها، بما «أنّهم كانوا لا يتحدّثون سوى بالسينما في المنزل من الفجر إلى النجر» حسبما تقول. اكتشفها الجمهور ممثلةً في فيلم والدها «القلعة»، وهي في سن السادسة. لكنها اختارت دراسة علم النفس بدل التمثيل أو الإخراج، وتقول ضاحكة: «يحتاج المرء إلى الكثير من علم النفس، إذا فكّر في خوض تجربة العمل السينمائي عندنا في الجزائر». بعدما تخرّجت من معهد علم النفس في جامعة بوزريعة (2005)، عملت فترة مذيعة تلفزيونية في القناة الفضائية الجزائرية. ثم قدّمت في عام 2007 أول تجربة إخراجية لها، تمثلت في فيلم قصير ذي نبرة نسويّة بعنوان «الباب» قارب في ثماني دقائق فقط ظروف عيش المرأة الجزائرية من خلال قصة سامية التي تحلم بالحرية والانعتاق ومغادرة منزل الأسرة والتخلّص من القيود العائلية والاجتماعية. عُرض الشريط في مهرجانات دولية عدة. ثم أسّست مهرجاناً للأفلام القصيرة في تاغيت، مسقط رأسها في جنوب الجزائر. وقبل فترة، شرعت في تصوير أول فيلم روائي طويل من إخراجها، تحت عنوان «أبناء الجنّ».