بشير صفيرأول من أمس، وصل الوفد الأول عند الساعة التاسعة إلى نادي «سناتش» في الجميزة (بيروت)، واستقر حول طاولة محجوزة باسم «الأخبار». إنّهم «زملاء» زياد الرحباني في الجريدة. بعد دقائق، وصل أصدقاء زياد على دفعات. الجميع ارتدى ثياباً تنكّرية: هكذا، ضمّ الوفد الأول جنرالة نازية ـــــ سوفياتية و«ضابط طيّار ألمانياً»، و«شيوعياً/ أصولياً/ أميركياً» و«فوضوياً/ مغاربياً/ معادياً للنازيّة» و«شيوعيةً لاتينية». بينما ضمّ الوفد الثاني «أفغانياً» (رضوان حمزة)، و«شرطياً» (طارق تميم)، و«أميركيّاً أصيلاً» (خضر بدران) وبعض «بائعات الهوى»!
ثم أطلّت فرقة «راي باند» لإحياء الجزء الأول من السهرة الذي كان هادئاً عموماً. تألّفت التركيبة من زياد الرحباني، جون مدني، نضال أبو سمرا، عماد شاهين، آرنو نيوينهايزيه، وجويل خوري (غناء). وبعد الاستراحة، تغيّرت هوية «راي باند» وصارت... أميركيّة.
هكذا، قدّم الفنانون كلاسيكيّات من الفانك والصول وقليلاً من الجاز. وامتدّ البرنامج لأكثر من ساعتين، شاركت في تنفيذه مجموعة ضيوف، أبرزهم: وليد إتيِّم، آفو توتونجيان، ربى زيدان ولارا مطر وياسمين حمدان (غناء) وغيرهم.
الجزء الأول من الحفلة جاء مُفَرْنَساً، بينما الثاني مؤَمْرَكاً. أما الجو العام فهو حالة ابتدعها الرحباني مع فرقتَيْه «غران بري» و«راي باند»، بدأها الخميس الماضي في «بلو نوت» (بيروت) ونقلها لاحقاً إلى غيره من النوادي الليلية. إنّها حالة من السخرية تطال مجتمعنا «المتغرِّب» في ثقافته (اللغة، الملبس، الموسيقى...). وضعَ زياد تفاصيلها وموسيقاها بدقة. لكنّ السهرة تخطّت فنيّاً إطلالات زياد في النوادي الليلية وذكّرتنا ارتجالاته بحيويته في الثمانينيات.
بعد الاستراحة، انضمّ «المتنكّرون» إلى الـ«برفورمانس». جالوا. رقصوا. «أوسعوا» الحضور نظرات مريبة. أمّا زياد الموسيقي فسخِر من الفنّ على طريقته: تحطيم استعراضي للبيانو، وعزْف لنغمات تافهة يقاربها بعضهم على أنّها روائع، مثل «لوف ستوري». ولعل ذلك يذكّرنا بموزار (راجعوا فيلم «آماديوس») الذي كان يشارك في سهرات تنكُّرية ليتهكم بأنماط فنية معاصرة، ويُثبتُ بذلك قدرةً على تفكيكها و... ثقةً فنية عالية بالنفس.


22:00 مساء غد ــ حفلة «راي باند» ــ «كاباريه» (فقرا ــ جبل لبنان)