محمد خيرفي حوار سابق مع «الأخبار»، قال الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد إنّ القصة القصيرة لم تعد تجد أذناً نقديّة، مبرّراً بذلك ابتعاده عن ذلك الفنّ الذي كثيراً ما برع فيه. لا بد من تذكّر إجابته تلك عند قراءة «في كل أسبوع يوم جمعة» (الدار المصرية اللبنانية). رغم أنّ العمل جاء رواية، فإنّه أقرب إلى حشد من القصص القصيرة، جمعها خيط سردي، يتمثّل في موقع على الإنترنت، افتتحته شابة جميلة.
روضة رياض سيدة شابة، تعيش في منزل مرفّه لكن في ظروف مأساوية، رغم ذلك، تفتتح موقعها الإلكتروني المخصص للبوح الصريح، وتقبل أعضاءً مصريين فحسب، تقبلهم يوم الجمعة فقط. أمّا بقية الأسبوع، فمخصّصة لقراءة حكايات المنضمّين وتأمّلها، طموحها أن يصبح الموقع مدوّنة جماعية، لكننا نعرف أن ذلك الطموح هو السطح فقط، الأسباب الحقيقية أكثر خطراً ورعباً.

نفوس حائرة، تبحث عن يقين أو راحة
الموقع هو الوعاء الذي يجمع الحكايات التي تزخر بها الرواية. بعضهم ينضمّ بأسمائه الحقيقية والبعض لا يفعل. يكبر الموقع ببطء، فننتقل برشاقة من هذه الحكاية إلى تلك: زاهر، مدرّس اللغة العربية، وهاوي الصيد الذي يلقى مصيراً يشبه هوايته. مريم جمال الصحافية التي تعاني أزمة عاطفية تنتهي بتغيّر جذري، وغيرهما من شخصيات تبدو من لحم ودم. لكن حكاياتهم لا ترسم بانوراما لمصر المعاصرة، فذلك طموح لا تسعى الرواية إليه، بقدر ما كوّنت مجتمعاً من نفوس حائرة، تبحث عن يقين أو راحة، إلّا أنّ الأكيد أنّها حفلت بما تحفل به مصر من خير وشر، من فساد وفقر وقمع، ومن حب وأمل وموهبة كذلك.