حوراء حمزة«راقصيني قليلاً» (الدار العربية للعلوم/ منشورات الاختلاف)، إصدار جديد للشاعر والإعلامي زاهي وهبي يواصل فيه النبرة الشعرية التي كتب بها أغلب قصائده التي ضمّتها دواوينه الثلاثة الأخيرة التي توجّهت عناوينها إلى امرأة صحبتها محبوبة ومشتهاة. «ماذا تفعلين بي»، ناشدها أولاً، ثم «تتبرجُ لأجلي»، أخبرنا عنها، وأخيراً «يعرفكِ مايكل أنجلو»، همس لها.
الحب، أو بالأحرى كتابة الحب وترجمته إلى كلمات وصور واستعارات، هو مدار الشاعر وحصيلته ومبتغاه. كأن صاحب «حطاب الحيرة» عثر على منجم أو كنز شعري. الجديد في الديوان الأخير أن الحب المحتفى به يتولّد من تفاصيل أخرى، إذْ يبدأ الديوان بقصيدة عن «ابنة» هذا الحب وثمرته: «أستعجل أبوتي/ ممتلئاً بوسامة اللوز، بفتوة الصباح/ أستحلفها التمهل في خرز عينيكِ/ أذوِّب قلبي/ حليباً ضاحكاً في كوب أيامك».
الحب موضوع تقليدي، لكنّ الشاعر يحاول أن يسحب الموضوع من منطقة العواطف السهلة، ويتجنّب ترجمته إلى لغة مستهلكة وجاهزة. هناك ظلال من نزار قباني ومحمود درويش، إلا أنهما حاضران كخلفية أو مرجعية طبيعية لقصائد تسعى إلى خلط الحب بأفكار واقتراحات جديدة. إلى جانب الحب، يفسح زاهي وهبي المجال لاهتمامات أخرى، فنقرأ قصائد عن «أقلام محمود درويش» و«سجائر بول شاوول»، إضافة إلى تأملات ذاتية ووجودية تأخذ الشعر إلى مناطق أخرى.