جاءت برامج المحطّات الخاصّة والرسميّة فقيرةً هذا الموسم... فالكلّ يُجمع على أنّ الدراما السوريّة تبقى الحصان الوحيد الرابح في السباق الرمضاني
وسام كنعان
قبل رمضان بعشرة أيام، أطلقت «مؤسسة دبي الإعلامية» برامج محطاتها وزمن عرض مسلسلاتها. طبعاً، هذه الخطوة هي واجب كل مؤسسة إعلامية تحترم مشاهدها. لكنّ الأمر مختلف عند التلفزيونات السورية الرسمية والخاصة التي دخلت رمضان ولا تزال حائرة في تثبيت بعض البرامج أو حذفها. وإن كانت مقارنة المحطات السورية بـ«تلفزيون دبي» ظالمةً للفرق الشاسع في الإمكانات المادية، إلا أنّ مدير القناة الفضائية السورية أحمد الحاج عمر يرى أنّ «الفضائية السورية تنافس أهم المحطات العربية، والدراما السورية ورقة رابحة بيد الإعلام السوري». مع ذلك، يعترف بامتناع الرعايات التجارية عن برامج الفضائية السورية، ما يضع علامة استفهام على كلامه السابق عن دخول الفضائية السورية سوق المنافسة. يقول: «ألغينا سبعة برامج جيدة لغياب الراعي، ولا يمكن تجاهل ضعف إمكاناتنا المادية»!

«سورية دراما» اكتفت بثلاثة برامج و«المشرق» خارج المنافسة

ورغم تنبّه الفضائية السورية لرمضان باكراً هذا العام، إذ بدأت الإعداد لدورتها البرامجية قبل أربعة أشهر، تبدو تلك البرامج إعادة تكرار لأفكار قديمة. إذ تقدم برنامجها التاريخي «أحلى مسا» والطبق الرمضاني والبرنامج الديني... كذلك ارتدت بعض البرامج الدورية حلة جديدة، لكن في الاسم فقط الذي شمل كلمة رمضان! بينما تمثّلت مفاجأة التلفزيون الرسمي ببرنامج المسابقات مع أكثر مذيعيه تمايزاً، أمجد طعمة، ليس بسبب أسلوبه المستنسخ عن تحفة تلفزيون «المستقبل» ميشو، بل لقدرته على استقطاب الرعاية التجارية لبرامجه التي لا يشاهدها إلا هو وأقرباؤه، مُرغماً صاحب الرعاية التجارية!
مع ذلك، تبدو الفضائية السورية أفضل حالاً من القناة الأرضية الأولى أو من الأرضية الثانية التي تندب حظها ببرنامجين رمضانيين مدتهما لا تتجاوز 15 دقيقة. أمّا «سورية دراما» التي وعدت بدورة برامجية منوعة، فاكتفت بثلاثة برامج هي «أخبار فنية» و«مواعيد» و«ألو مين».
تلك هي حال الإعلام الرسمي السوري الذي يبدو أفضل من التلفزيونات الخاصة التي فوجئت هي الأخرى بقدوم رمضان! هذا الكلام لا ينسحب على تلفزيون «المشرق» الذي أدرك أن الفترة التي انطلق بها قبل رمضان لا تكفي لإعداد دورة برامجية منافسة، فاختار الرهان على الدراما واكتفى ببرنامجين دينيين.
ضعف الإمكانات المادية الذي يتذرّع به الإعلام الرسمي يبدو واهياً عند الحديث عن التلفزيونات السورية الخاصة، وتحديداً «الدنيا» الذي تموله مجموعة من كبار رجال الأعمال. رغم ذلك، جاءت برامج المحطة فقيرة مع برنامجين دينيين وآخر يعتمد على المسابقات، هو «من الموجود جود»... ليتكئ «حلو الكلام» على شهرة مقدّمه الفنان رفيق سبيعي كي يحظى بالإقبال.
تلك هي الصورة الرمضانية للتلفزيونات السورية على صعيد الدورة البرامجية. إذ يُجمع المسؤولون عن هذه المحطات على أنّ رهانهم يبقى على الدراما السورية. لكن ماذا لو استمرت عجلة هذه الدراما بالتراجع الذي بدأته هذا العام على صعيد الكمّ؟
وسام...