فنّانو «فوروورد ميوزك» يلوّنون سهرات بيروت: سميّة البعلبكي وعيسى غندور وشربل روحانا وزياد سحاب وغيرهم ... في لقاء جمهور منوّع يجمع الذوّاقة وهواة السهر في موسم رمضان
بشير صفير
تأخر مهرجان «فوروورد ميوزك» الفني هذه السنة شهرين عن موعده العام الماضي. الحدث الذي ينظمه الفنان غازي عبد الباقي وزملاؤه في «فوروورد» جاء بعنوان «حفلات آخر الصيف». لكنّ تزامنه مع شهر رمضان، يعطيه طابع الأماسي الرمضانية، بما أن اللقاءات لا تتعارض في جزءٍ كبير منها مع أجواء البرنامج الذي يقدمه، على سبيل المثال، «مسرح بابل» (راجع المقال في ص 16).
هذا التوقيت يبدو طبيعياً بغض النظر عن شهر الصوم. إذ إن المهرجانات الصيفية استحوذت على اهتمام الجمهور على مدى شهرين، وها هي تخلي الساحة. من جهة ثانية، يقدم «فوروورد ميوزك» من خلال حفلاته، خياراً فنياً إضافياً أمام الجمهور المحلي، آخذاً في الاعتبار الوجود الكثيف للسياح العرب والأجانب. هنا نجد مبرراً لعدم تأخير المهرجان إلى ما بعد أيلول (سبتمبر)، إذ إنّ المنظّمين يعوِّلون على الجمهور العابر الذي سيتعرّف إلى فنانين ترعاهم الشركة المنظِّمة، وخصوصاً أنّ الجمهور المقيم قد لا يتحمّس كثيراً للجزء الذي يعرفه من البرنامج. فإذا استثنينا حضور المنشد اللبناني والمجوِّد القدير الشيخ صلاح يموت، وبعض الجديد الذي سيقدمه الفنانون زياد سحاب، سميّة بعلبكي وشربل روحانا، يبقى من المهرجان ما تم تقديمه خلال السنة الماضية ومطلع هذه السنة.

أمسية «ترنيم وإنشاد» لصلاح يموت ومصطفى سعيد
البداية مع سميّة بعلبكي التي تعود إلى الجمهور بالمشروع الذي أطلقته السنة الماضية بإشراف الفنان والمنتج غازي عبد الباقي، أي «آرابتنغو». عنوان أمسيتيها (27 و28 آب/ أغسطس) هو «آرابتنغو 2»، إذ تؤدي مع فرقتها مجموعة من الكلاسيكيات العربية التي تمّ توليفها وفقاً لمعايير موسيقى التانغو الإيقاعية والنغمية. لكن اللقاء سيضم، إضافة إلى ما سمعناه السنة الماضية، مجموعة جديدة من الأغنيات المعروفة التي أُعِدّت بالأسلوب ذاته. بعد سميّة، أمسيتان أيضاً (29 و30 آب) بعنوان «درويش». إنّها آخر الصرعات عند المطرب اللبناني عيسى غندور الذي غاب سنوات عن الأضواء قبل أن يعود من باب التراث الغنائي العربي، بعيداً عن البوب التجاري الذي اشتهر به في التسعينيات. قدّم غندور مطلع هذه السنة مشروعه القائم على استعادةٍ لروائع الشيخ سيّد درويش، ورحب الجمهور بالثوب الجديد الذي لبسه «الابن الضّال». لكن في إطلالته، تسرّبت بعض ملامح الوجه القديم التي لم يتخلص منها عيسى بعد، إضافةً إلى تعويله على ألحان درويش الشعبية جداً، ما رأى فيه بعضهم نوعاً من الاستغلال الفني للوصول، بما أن التوليف لم يجدِّد أغاني المجدِّد الأول في تاريخ الغناء العربي، درويش.



مقطع من "دخلت مرة في جنينة"







المحطة الأمتن في حفلات «فوروورد ميوزك» تتمثل بأمسية رمضانية بامتياز (3 أيلول) حملت عنوان «ترنيم وإنشاد»، تجمع بين المنشد الثمانيني المخضرم صلاح يموت والفنان المصري الشاب مصطفى سعيد. سعيد عازف عود مكتمل الهوية، لكنه أيضاً منشدٌ صوفي خبير، وله تجربة في هذا الاتجاه بعنوان «رباعيات الخيام»، الألبوم الذي حوى أداءه التجويدي لثلاث وصلات تخللتها فواصل آلاتية، وشارك فيها غسان سحاب (قانون)، محمد عنتر (ناي) وإلياس خوري (إيقاع). يلي الإنشاد الديني، حفلتان (4 و5 أيلول) بعنوان «حفلة العودة إلى الديار» للفنان اللبناني شربل روحانا الذي يعود إلى بيروت بعد جولة حفلات شملت بلداناً عربية عدة. يقدّم روحانا في هذه الإطلالة مجموعة أعمال قديمة وجديدة، ترافقه فرقة كبيرة من عشرين عازفاً.
يختتم المهرجان زياد سحاب مع فرقته، فيقدِّم حفلة وحيدة (6/9) بعنوان «دي الوقت بحب المنجى»، ويؤدي خلالها أغانيه الخاصة القديمة التي صدر معظمها في أسطوانتي «عيون البقر» و«رح نبقى نغنّي»، إضافة إلى أعمال جديدة ستصدر قريباً في أسطوانته الثالثة.



من 27 آب (أغسطس) الجاري حتى 6 أيلول (سبتمبر) ــــ 9:30 مساءً ــــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010
www.forwardmusic.net