أثار الشريط الجدل قبل طرحه في الصالات العالميّة عام 2008، إذ وجّه لي أثناء مشاركته في «مهرجان كان» انتقادات لاذعة لمواطنه كلينت إيستوود، على خلفيّة شريطه Flags of our fathers. في هذا العمل، عاد كلينت إلى الحقبة نفسها، متتبّعاً مآثر الجيش الأميركي، لكن من دون أن يصوّر أي «جندي أميركي أسود» في معركة النصر والشرف، كما أشار لي. هذا الكلام الناري أثار حنق المخرج المخضرم من جهة، وأثبت من جهة أخرى أنّ صاحب «ملكوم أكس» أراد فيلمه «تهافتاً لأعلام الآباء البيض» ومناسبة لتوجيه تحيّة إلى أبطال سود منسيين ومغيّبين. أراد معجزة القرية الإيطاليّة تهافتاً للذاكرة الانتقائية.
يتوغّل في ثيماته الأثيرة من العنصريّة والفقر إلى العنف
بلديّة القرية شكرت سبايك لي العام الماضي، ومنحته وسام مواطن الشرف... لكنّ مقاتلين إيطاليين سابقين ضدّ الفاشيّة احتجوا على الفيلم، معتبرين أنّه يشوّه صورتهم، وأنّه «مليء بالأكاذيب والإهانات لذكرى الجنود المقاومين، ويُظهر فقط نصف الحقيقة». وبالفعل، يروي الشريط أنّ «البارتيزان» اختبأوا في القرية، ثمّ فرّوا منها عند اقتراب الجيش النازي، تاركين الأهالي تحت رحمته، ما أدّى إلى مقتل560 مدنياً. «فيلمي ليس عملاً عن الأبطال والحراميّة»، ردّ سبايك لي على تلك الاتهامات، مؤكداً ارتكازه على وقائع تاريخيّة. وأضاف أثناء تكريمه في سانت آنا: «أغلبية النازيين كانوا قتلة، لكنّ بعضهم كان أفضل من البعض الآخر، والأمر نفسه بالنسبة إلى البارتيزان. كانت تلك مرحلة معقّدة».
«سينما سيتي» ( 01/899993 ) ــ «أمبير سوديكو» (01/616707)