سيشارك المخرج المصري أحمد ماهر بفيلمه «المسافر» في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان البندقيّة» الذي يعدنا، ابتداءً من الأربعاء، بأكثر من مفاجأة
علا الشافعي
بعد غد الأربعاء، ينطلق «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» (فينيسيا)، ويستمر حتى 12 أيلول (سبتمبر) المقبل في دورة تُعدّ الأقوى في دورات المهرجان. وبعدما نجح في دخول المسابقة الرسمية للدورة الـ66، سيشارك فيلم المصري أحمد ماهر «المسافر» في المسابقة إلى جانب 23 عملاً، بعضها بتوقيع سينمائيين بارزين مثل مايكل مور وفاتح أكين....
أحمد ماهر يعرب عن سعادته لأنّه يشارك في «مهرجان البندقية» بعد 27 عاماً من مشاركة فيلم يوسف شاهين «حدوتة مصرية». الشريط من بطولة عمر الشريف وخالد النبوي وسيرين عبد النور. والعمل الذي يجسّد فيه عمر الشريف وخالد النبوي الشخصية نفسها ـــــ حسن الموظف في البريد ـــــ يرصد ثلاث مراحل مختلفة من حياة تلك الشخصيّة: عام 1948 ثم عام 1973، ويجسّد المرحلتين خالد النبوي، بينما يجسّد عمر الشريف المرحلة الثالثة وتدور أحداثها في عام 2001.
خالد النبوي يملك في رصيده أعمالاً متميّزة تعلق في التاريخ والذاكرة. وربما لا أحد ينسى أدواره في «المصير» و«دخان بلا نار» و«عمر 2000»، وكذلك دوره في مسلسل «حديث الصباح والمساء» مع ليلى علوي، حيث قدم شخصية شديدة الثراء درامياً. النبوي يفهم جيداً أهمية السينما. من هنا، كان إصراره على إنجاز «المسافر» مع أحمد ماهر حيث شاركه الحلم، وسعى معه بهدف تحقيقه. وكان ثمرة حلمها اختيار فيلمهما للمشاركة في «البندقية». وبذلك يكون الفيلم أوّل عمل سينمائي مصري من إنتاج الدولة يشارك في المهرجان، بعدما بلغت ميزانيته ثلاثة ملايين دولار.

مايكل مور يسخر من النظام الرأسمالي
وأبدى النبوي لـ«الأخبار» سعادته باختيار الفيلم في المسابقة الرسمية، مضيفاً أنّ عمر الشريف كان شديد التعاون معه، وخصوصاً أنّهما يجسّدان الشخصية نفسها. لذلك «كنت أحرص على حضور تصوير كل مشاهد الشريف كي ألتقط منه روح الشخصية». وأضاف النبوي «تجربتي في «المسافر» مع الشريف تختلف تماماً عن لقائنا الأوّل في فيلم «مواطن مصري» للمخرج صلاح أبو سيف».
أما أحمد ماهر، فقد أصرّ على عرض الفيلم في «البندقية»، لأنّه يرى أنّ هذا المهرجان تحكمه معايير فنية أكثر من الأهواء السياسية. يقول: «استغرق الشريط تسع سنوات متواصلة»، مضيفاً أنّه عندما عرض العام الماضي نسخة غير مكتملة من الشريط على رئيس «مهرجان البندقية» ماركو مولر، «ارتسمت على وجهه نظرة إعجاب. ثم عاودت الاتصال به مرة أخرى منذ شهرين لأعرض عليه نسخة أفضل، وفوجئت به يبدي إعجابه الشديد بالعمل».
في الـMostra التي تقام على الجزيرة الإيطالية، سيتنافس «المسافر» على جائزة «الأسد الذهبي» مع 23 عملاً لسينمائيين بارزين بينهم فاتح أكين (مطبخ الروح) ومايكل مور الذي يسخر في «الرأسمالية: قصة حب» من النظام المالي والمصرفي في العالم... ومن خارج المسابقة ستيفن سودربيرغ (الواشي) وأوليفر ستون (جنوب الحدود)... إضافةً إلى شريط «الأيام الخضراء» للإيرانية الشابّة هانا مخملباف أخت سميرة (صاحبة «التفّاحة») وابنة السينمائي البارز محسن مخملباف الذي احتفلت «البندقيّة» قبل ١١ عاماً بفيلمه «سكوت». يمزج الفيلم بين الوثائقي والخيالي، ويتناول حركات الاحتجاج الأخيرة التي شهدتها إيران، من خلال قصة امرأة تُعتقل خلال إحدى التظاهرات التي اتّهمت محمود أحمدي نجاد بتزوير الانتخابات. وسيكون للسينما الإيطالية والفرنسية حصة الأسد. ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التايواني الشهير أنج لي، الذي حاز «الأسد الذهبي» عام 2006 عن فيلمه «جبل بروكباك».


www.labiennale.org/en/cinema