رغبة النجوم في الحضور بقوة قبل رمضان وإصرار شركات الإنتاج على الاستمرار في معركة تكسير العظام، غيّرا الصورة وجعلا صيف القاهرة ساخناً
محمد عبد الرحمن
على عكس كل التوقّعات، جاء موسم الصيف ساخناً على مستوى سوق الألبومات في مصر. إذ تشهد الفترة الحالية طرح عدد قياسي من ألبومات الفنانين الكبار، بعدما جرت العادة تجنّب الصدام حرصاً على المبيعات المنهارة من الأساس. هكذا كانت شركات الإنتاج تحرص أو تتفادى طرح ألبومَين لاسمَين كبيرَين في الأسبوع نفسه.
لكنّ رغبة النجوم في الحضور بقوة وعدم انتظار مرحلة ما بعد شهر رمضان، إضافة إلى إصرار شركات الإنتاج ــــ «روتانا» و«عالم الفن» تحديداً ــــ على الاستمرار في معركة تكسير العظام، غيّرت الصورة. انطلاقاً من هذا الواقع، أصبح كل يوم يشهد جديداً على مستوى المنافسة. منافسة من الناحية الفنية أو حرب دعاية لا تهدف إلى زيادة المبيعات بقدر ما هي تأكيد على قدرة كل شركة على الصمود.
من هنا، يمكن تفسير الدعاية المبالغ فيها التي وفّرها المنتج محسن جابر لنجمه الأول حالياً تامر حسني. ولعل الجميع يدرك أنّ هذه الحملة الكبيرة ما هي إلا محاولة للتأكيد أن «روتانا» لم تكسب بعد المباراة بالضربة القاضية وأن السوق المصرية لن تُفتَح لها بسهولة لفرض نجومها المصريين أو العرب.
إنها إذاً محاولات محسن جابر وشركته «عالم الفن» للوقوف في وجه الشركة السعودية العملاقة، التي جذبت القسم الأكبر من الفنانين المصريين. ولم تكن الحفلة الضخمة التي أقيمت لتامر حسني إلا دليلاً على ذلك. إذ أراد جابر أن يؤكّد للجميع أنّ تعاقد «روتانا» مع عمرو دياب وأنغام وهشام عباس ليس فوزاً نهائياً. لكنّ الاحتفاء بتامر حسني، «نجم الشباب»، لم يمرّ طبعاً على خير، وشهد حالات إغماء وضرب تعرّضت لها المعجبات اللواتي قدمن لرؤية نجمهنّ المفضّل. ورغم هذه الحوادث، نجحت الحفلة الترويجية في تحقيق أهدافها، وأثبتت شعبية حسني. في المقابل اكتفى عمرو دياب بطرح ألبومه الجديد والترويج لأرقام مبيعات مرتفعة من دون أي نشاط إعلامي. وقد ارتسمت علامات استفهام عدّة حول النشاط الإعلامي شبه الغائب لدياب. هل «روتانا» هي التي رفضت عقد أي مؤتمر صحافي كما فعلت مع أنغام وهشام عباس؟ أمّ أن دياب نفسه فضّل الابتعاد عن هذه المؤتمرات؟ الجواب لا يزال غائباً، لكن الأكيد أنّ أنغام بدأت تشتكي من إهمال الشركة لها.
أما هشام عباس فلم تنظّم له الشركة أي مؤتمر للإعلان عن التعاقد معه، كما أنها لم تكلّف نفسها عناء تنظيم احتفال صغير لإطلاق ألبومه الأول. وللدلالة على العلاقة الملتبسة بين عباس و«روتانا»، تكفي الإشارة إلى أنّ الفنان المصري ذهب إلى مقابلة مع محطة «نجوم أف أم» مع المذيعة جيهان عبد الله بمفرده دون أي تنسيق روتاني. كأن الاتفاق هو أن تضع الشركة اللوغو الخاص بها على الألبوم وتموّل الكليب الذي صُوِّر في بيروت ولا شيء إضافياً بعد ذلك.
كل ما سبق يؤكد أن نسبة كبيرة من النشاط الترويجي لألبوم عمرو دياب يقف وراءه كالعادة المطرب نفسه الذي يواجه لأول مرة منافسة حقيقية بعدما اعتاد طرح ألبومه في أي موسم وبعيداً عن أي ضغوطات. لكن تامر حسني ومعه محسن جابر يقفان هذه المرة بالمرصاد. إذ طرح الفنان الملقب بـ«نجم الجيل» ألبومه «هعيش حياتي» بعد يوم واحد فقط من ظهور ألبوم دياب في الأسواق. وقد اضطر هذا الأخير إلى تقريب موعد إطلاق ألبومه بسبب تسريب الألبوم بالكامل إلى مواقع الإنترنت في ظاهرة تتكرر مع كل ألبومات دياب الروتانية دون الكشف عن المسبب لها حتى الآن.
لكن حسني من جهته، أكّد أن إطلاق ألبومه لم يكن هدفه مزاحمة دياب. وقد طُرح الشريط بسعر 30 جنيهاً (5 دولارات) بالاتفاق مع محسن جابر، لأن هذا الأخير رأى أن هناك إقبالاً على الألبوم، وخصوصاً أنه لم يُسرّب على الإنترنت، كما قال حسني في إشارة غير مباشرة لفوزه مسبقاً في معركة المبيعات. رغم أن معظم أغاني الألبوم لم تحقق حتى الآن الانتشار المطلوب والاستقبال النقدي المتوقع.
وأسهمت بعض مواقع الإنترنت في تأجيج المنافسة بين الفنانين، فنقلت بعضها أن دياب باع 100 ألف نسخة في ثلاثة أيام. وهو الرقم الذي سيرد عليه تامر حسني برقم أعلى كما هو متوقع في ظل غياب أي إحصاءات رسمية عن مبيعات سوق الكاسيت في مصر. ولم يكتف حسني بمزاحمة دياب في أرقام المبيعات بل أطلق تصريحات هي الأغرب في مشواره الفني قال فيها إن وفاة مايكل جاكسون حرمته من ديو مشترك كان سيجمعهما قريباً!