الشاعر (والروائي) المغربي حسن نجمي الذي يعرفه الجمهور مشرقاً ومغرباً، لن يحظى بشرف دخول المملكة المتحدة... بعد مغامرة كافكاويّة عاشها عند أبواب السفارة البريطانيّة في الرباط. كان صاحب «حياة صغيرة» مدعوّاً للمشاركة في «مهرجان ليدبري الشعري» (13 الحالي) في مكتبة «لندن ريفيو بوك شوب»)، لكن طلب التأشيرة تعثّر، ولم تنفع كلّ التدخّلات (الشرعيّة) لإنقاذ الموقف. والمغرب هو هذه السنة ضيف المهرجان، بمبادرة من مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون («بانيبال»)، بعد مشاركة لبنان ثمّ سوريا في الدورتين الماضيتين.وفي بيان هادئ رغم نبرته الغاضبة، يروي حسن نجمي مغامرته تلك، متوقفاً عند الأسئلة البليدة التي يتضمّنها طلب التأشيرة، والتي تخوض في الأفكار السياسيّة لصاحب الطلب: «حصلت على موعد عبر الانترنت يوم 18 حزيران/ يونيو ــ يكتب ــ وملأت الاستمارة غير الأخلاقيّة التي تتضمن أسئلة من نوع: هل سبق لك أن كنت فرداً في جماعة إرهابيّة؟». هنا اكتشف أن صلاحية الجواز التي لا تتعدّى 5 أشهر، غير كافية، فجدّد جوازه لخمس سنوات، وعاد يدق باب السفارة عبر الانترنت. وحصل على موعد، إنما في.... 10 الشهر الحالي، أي في اليوم الذي يفترض به أن يركب الطائرة.
هنا حاول الشاعر، بكل الوسائل الحصول على موعد مبكر. الاتصالات مع «المجلس الثقافي البريطاني» يروي حسن، أسفرت عن موعد وهمي لكنه لم يجد اسمه عند المدخل. وحين تمكن من التسلل اكتشف أن هناك وثيقة (مصرفيّة) ناقصة في ملفّه، فطلب سدىً أن يسمح له بالعودة في اليوم التالي... هنا وجّهت وزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران رسالة إلى سفير بريطانيا في الرباط، توضح أن نجمي مسافر في مهمّة هي تمثيل المغرب في مهرجان شعري دولي. «لكنّ سكرتيرة السفير عادت تخبرنا أنّه لا يتدخل في شؤون التأشيرة، وأن السفارة أوكلت هذا الأمر لشركة خاصة»، يقول نجمي.
عند هذه الدرجة من الازدراء والتعالي، قرّر صديقنا أن يعدل عن الذهاب، وأعلن أنّه لن يزور بريطانيا «طالما لم يتمّ احترام كرامتنا كبشر وكمغاربة وكشعراء». ويستعيد نجمي في بيانه واقعة مع الشاعر الأميركي روبير كيللي، الذي دعي في العام 1999 للمشاركة في «المهرجان العالمي للشعر» في الدار البيضاء. يبدو أن الرجل وجد صعوبة في الاهتداء إلى مكتب الخطوط الجويّة المغربية لتسلم تذكرة السفر. وحين تعب، قرر الاعتذار عن عدم المشاركة، قائلاً: «أنا شاعر، ومهنتي هي الاشتغال على الإشارات. وقد تلقيت إشارة سيئة!».