strong>محمد عبد الرحمنفي كل مرة ينتقد أحدهم مواقف عادل إمام السياسية، يكون الجواب هو نفسه: «هناك من يتربّص بي ويرفض إعطائي الحرية في تحديد خياراتي». انطلاقاً من هذا الواقع، يعوّل «الزعيم» على أنّ الجمهور يتعاطى معه كفنان، ويشاهد أفلامه كلّ صيف دعماً له وتأكيداً على أنّه لا يزال في الطليعة. لكنّ جمهور الممثّل السبعيني خذله تماماً هذه المرة رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي خصّصت لفيلمه «بوبوس» وعدد النجوم المشاركين فيه، إضافةً إلى غياب أفلام كوميدية منافسة. إذ إنّ محمد سعد ومحمد هنيدي خارج السباق، وفيلم «ألف مبروك» لأحمد حلمي ينزل غداً الأربعاء في دور العرض، أي بعد شهر كامل من انطلاق عروض فيلم «الزعيم».
وفيما نجت أفلامه السابقة من مذبحة الإيرادات لسبب أو لآخر، جاء الرد قاسياً مع «بوبوس» الذي لم يتوافر فيه أي عنصر من عناصر النجاح. هكذا طبّق الجمهور على إمام نظرية «خيل الحكومة» الذي يجري التخلّص منه عندما يبلغ مرحلة الشيخوخة، فيصبح وجوده بلا فائدة.
ذكاء إمام خذله إذاً هذه المرة. في السنوات السابقة، كان يظهر تارةً مع عمر الشريف (فيلم «حسن ومرقص»)، وقبلها أطلّ مع ميرفت أمين في فيلم صنّف بالضعيف فنياً، لكن طبيعة الموسم والمشاهد الكوميدية الكثيرة فيه أدّتا إلى نجاحه... ليبقى فيلم «عمارة يعقوبيان» الوحيد بين أفلامه الأخيرة الذي حقق النجاح النقدي والجماهيري لأسباب لا تتعلق بالطبع بعادل إمام بمفرده.
لكن صبر الجمهور نفد تماماً مع «بوبوس»، فلم يحتل إمام المركز الثاني أو الثالث في شباك التذاكر مع أنّ المركز الأول كان متاحاً له في غياب أحمد حلمي. وتحوّل زعيم الشاشة إلى فنان يكافح كي لا يصل إلى المركز الأخير. إذ لم تصل إيرادات الأسبوع الأول إلى 4 ملايين جنيه (ما يقارب 600 ألف دولار) في وقت تردّد أن أجر إمام وحده في العمل وصل إلى 15 مليون جنيه (حوالى ثلاثة ملايين دولار).
ورغم أن موضوع العمل يتناول أزمة رجال الأعمال المتعثرين بعد الأزمة المالية العالمية، إلا أنّ إعلان الفيلم جاء ليجهض أي محاولة جذب للجمهور. هذا الأخير يبدو أنه اقتنع بأن «بوبوس» لن يقدّم أي جديد. وكان كافياً عرض مشاهد الضرب بين إمام ويسرا ليتذكّر المشاهد الموقف نفسه الذي قدّمه إمام مع شيرين في «بخيت وعديلة». كذلك الأمر بالنسبة إلى المشهد الذي يحمل فيه يسرا على كتفيه، فهو إعادة لما حصل مع داليا البحيري في «السفارة في العمارة».


كوميديا جنسية