يُعرض على التلفزيون القطري في رمضان 2010وسام كنعان
أغلب العاملين في الدراما السورية يعترفون بأنّها تعمل من دون خطة مسبقة أو توجّه يحكم سياستها. بعدما ابتعدت عن صناعة التاريخي، ها هي اليوم تعود إليه من خلال مسلسلين ضخمين هما «صدق وعده» و«القعقاع» الذي بدأ العدّ العكسي لبدء تصويره. «القعقاع» كتب نصه محمود الجعفوري في أولى تجاربه مع السيناريو التاريخي، وسيحمل توقيع المخرج السوري الشاب المثنى صبح، بينما يلعب دور البطولة النجم سلوم حداد مجسّداً شخصيّة القعقاع، إلى جانب مجموعة من النجوم السوريين بينهم منى واصف (دور سجاح) وباسل خياط (رستم الفارسي) ونضال نجم (سعد بن أبي وقاص) وقيس الشيخ نجيب (أبو عبيدة الجراح) واللبناني رفيق علي أحمد (خالد ابن الوليد) والمغربي محمد مفتاح (مسيلمة)... علماً بأنّه لم يُتعاقَد مع الممثلين حتى الآن بل جرى تداول مبدئي قابل لتغيّر الأدوار أو الممثلين.
المثنى صبح الذي انتهى من «الدوامة» الذي يروي أحداث فترة الخمسينيات في سوريا، يرى أنّ هدفه الأساسي من تقديم «القعقاع» هو تعويض خسارة فريق عمله في الموسم الماضي، نتيجة الوقت الطويل الذي استغرقه «الدوامة». وهذا الأخير لم يُبع حتى الآن لكونه أُنتج بمال سوري، لا لمصلحة محطة معينة كباقي الأعمال. ورغم رواج المسلسلات المعاصرة، إلا أن المثنى يتجه نحو التاريخي بهدف تجريب هذا النوع. يقول المخرج الشاب لـ«الأخبار»: «النص من النصوص الجميلة وإن لم يكن على مستوى نصوص الدكتور وليد سيف، إلا أنّه يسرد أحداثاً تاريخية بشكل جميل يوضح فيها القيم الإسلامية. نحن نحتاج إلى قيم إسلامية معتدلة وتنويرية في آن».
إذاً، سيطرح العمل تفاصيل مرحلة الخلفاء الراشدين من خلال قصة الصحابي القعقاع بن عمرو التميمي الذي يُشهد له بشدة البأس. ويُروى أنّه خلال أحد الفتوحات، طلب القائد خالد ابن الوليد إغاثةً تتمثل بألف جندي، فأُرسل له القعقاع وحيداً! إذ كان يتسم هذا الأخير بالقوة والذكاء والحنكة واعتُبر أحد أهمّ قادة حرب القادسية. ويرى صبح ضرورة في تناول تلك المرحلة التي تمتد منذ وفاة النبي محمد حتى أحداث الفتنة من خلال شخصية القعقاع، بموازاة الأحداث التاريخية والحياة المدنية وتفاصيل حياة الخلفاء الراشدين غير المعروفة والفتوحات الإسلامية وحروب الردة عبر نص يحمل حبكة درامية سليمة ومعلومة تاريخية موثقة بجرعة يمكن وصفها بالمتوسطة في ما يتعلّق بغناها التاريخي.
ويضيف المثنى صبح أنّ العمل ستنتجه «شركة سوريا الدولية» التي عمل معها المثنى صبح طويلاً، ويعتبرها بيته الثاني. وهي الشركة السورية الوحيدة التي تنتج أعمالها بأموالها بينما تلعب باقي الشركات دور المنتج المنفذ. ويرى صبح أنّ أهم ما سيحمله «القعقاع» إنتاجياً هو عدم تدخل المنتج في خيارات المخرج والاعتماد على فرق غرافيك وماكياج عالمية وأحدث التقنيات واختيار موقع تصوير مناسب. إذ سيبدأ التصوير مطلع الأسبوع المقبل في المغرب التي استقطبت أهم الأعمال العالمية للتصوير فيها. وسيُبنى ديكور خاص لجزء من الأحداث، بينما تُصوَّر باقي أجزاء العمل في مناطق أثرية في المغرب. ويكتفي صبح بوصف الميزانية بالضخمة جداً من دون الخوض في لعبة الأرقام.
ورغم الصعوبات التي تواجه «سوريا الدولية» في تسويق مسلسلها «الدوامة» لكونه يروي تاريخ سوريا القريب، إلا أنّ «القعقاع» سيُعرض على تلفزيون «قطر» في رمضان 2010.
وقد اختار المثنى صبح ممثليه من دون التفكير في مسألة الميزانية، فـ«الهمّ هو السوية الفنية بنداً أولياً وأساسياً» وهو الهم الذي يتقاطع فيه المخرج مع الشركة المنتجة. وعن خياراته في العمل، يقول صبح: «لم تكن خيارات ضمن تصوّرات مسبقة، ولم تكن خطتي الإخراجية مسبقة الصنع، بل هي خيارات وخطة فرضتهما شروط النص المكتوب ومواصفات الشخصيات التي اقترحتها على الممثلين الذين سيلعبونها». وأخيراً يعرب المثنى عن خوفه من هذه التجربة ويتوقع أن تنتهي عملية التصوير في تشرين الأول (أكتوبر) 2009.


الثنائي المميز

عن سبب وجود سلوم حداد بطلاً لمعظم أعمال المثنى صبح، يقول هذا الأخير: «في «مشاريع صغيرة»، كان هناك اتفاق مع ممثل آخر لكنّه اعتذر في اللحظات الأخيرة وطلب إيقاف العمل بمزاجية غريبة. فاستنجدت بسلوم. كذلك، في «ليس سراباً»، اعتذر نجوم عديدون عن عدم لعب الدور بحجة أنّه دور ثان، فيما لعبه سلوم. وفي «الدوامة»، اعتذر نجم سوري عن الدور لأنه لا يظهر حتى الحلقة الثامنة، بينما وافق عليه سلوم بكل حبّ. اليوم، منذ قراءتي لشخصية القعقاع، وجدت أنها تنطبق على سلوم من حيث المواصفات الشكلية ولكونه خيّالاً ومقاتلاً ممتازاً، إضافة إلى موهبته وخبرته في الأعمال التاريخية». ويستطرد أنّ أحد أهم الأخطار التي تحدق بالدراما السورية هي النجومية التي تجعل الممثل يرفض أي عمل أقلّ من حيث المساحة، ومشكلة النص و«افتقادنا إلى ورشات السيناريو».


بين القاهرة ودمشق