الممثل طارق سويد يخوض أولى تجاربه في مجال الكتابة، من خلال مجموعة من الأعمال. أوّل الغيث «نفرح منك» و«نهاد وسعاد» اللذان سيعرضان على شاشة «المستقبل»، كما يُدخلنا في أجواء الدراما العاطفية مع «غلطة عيون»
باسم الحكيم
تغيب مسلسلات «السيتكوم» حاليّاً عن الشاشات اللبنانيّة. منذ انتهاء «قول انشالله» وبعده «الشقلبندي» على شاشة «المستقبل»، قوطعت الأعمال الكوميديّة واكتفت المحطات اللبنانيّة بالدراما الاجتماعيّة وبإعادة المسلسلات الكوميديّة. ورغم أنّ السيتكوم نال نصيبه من النجاح العام الماضي، ما دفع ببعض القنوات إلى إنتاج أكثر من عمل، غير أن فشل بعضها، حوّلها إلى إنتاج المسلسلات الاجتماعيّة أو الهروب نحو الدراما السوريّة. وبينما يؤجّل تنفيذ مسلسل «Maître ندى» (كتابة سميّة شمالي)، سيعرض مسلسل «أوتيل الأفراح» (كتابة فيفيان بلعط وإخراج ليليان البستاني وإنتاج «رؤى للإنتاج»)، وتؤجّل LBC عرض النسخة الثانية من «الدنيا هيك» (تأليف ميشال أبو سليمان وإخراج نبيل أسمر وإنتاج «نيولوك بروداكشن»)، بينما تعاقد تلفزيون «المستقبل» على سيتكوم «نفرح منك» (إخراج سمر عازار وإنتاج «استديو فيزيون») من كتابة الممثل طارق سويد في 20 حلقة تمثّل باكورة كتاباته. ويبدو أنّ سيتكوم «نهاد وسعاد» من كتابة سويد أيضاً (إنتاج نيولوك بروداكشن)، سيكون من نصيب «المستقبل». ولن يكون هذان العملان هما الوحيدين اللذين يخوض بهما سويد ميدان الدراما. قبل انتهائه من تسليم السيتكوم الأول «نفرح منك»، كان يجهّز للثاني «نهاد وسعاد» والثالث «إنت طالق» ويكتب حاليّاً الرابع «البابا ماما»، والخامس «آخ راسي» (راجع الكادر).
يشرح سويد عن كيفيّة دخوله مجال الكتابة، هو الذي لم يلعب أدوار البطولات الأولى خلال مشواره التمثيلي على امتداد عشر سنوات أمضى معظمها مع الكاتب مروان نجّار. يقول: «بدأت القصة بمزحة، كنت في جلسة مع صديقي الممثل طلال الجردي، وننتقد بعض المسلسلات التي تعرضها شاشاتنا، فطرحتُ فكرة أن نبحث عمن يكتب لنا حلقات كوميديّة عن شاب لديه ثلاث شقيقات ويتصرف معهن كرجل شرقي فيمنعهن من السهر والخروج». ويضيف: «أعجب طلال بالفكرة، وقرّرنا استعراض الأسماء المناسبة لكتابة العمل، ثم قرّرت أن أجرب بنفسي. كتبت الحلقة الأولى، وسلّمتها لطلال الذي أضحكته الأحداث، لكنني اعتقدت أنه يجاملني لكوننا أصدقاء، قدمنا الحلقة إلى «استديو فيزيون»، فرحّب ميشال غبريال المر بالفكرة، رغم أن شركته تعوّل على البرامج الضخمة، ولا تلتفت إلى إنتاج السيتكوم عادةً، وأخذنا موافقة مبدئية للبدء بالتصوير».
أعرب تلفزيون «المستقبل» عن رضاه عن السيتكوم، حتى أنه طلب من سويد أن يكتب عشر حلقات إضافيّة، ليتمكن من عرضه في رمضان، «كنت سعيداً بذلك، غير أنني فضلت التريث لأنني لا أريد أن أكتب حلقات تبدو دخيلة أو ركيكة، فاعتذرت، وخصوصاً أن معظم الممثلين، ويصل عددهم إلى 40، باتوا منشغلين بأعمال أخرى.. ومع ذلك، أبلغت إدارة المحطة بأنني أرحب بكتابة جزء ثان، لكن ليس إضافة 10 حلقات». وتدور أحداث السيتكوم حول شاب يجد نفسه مسؤولاً عن تربية شقيقاته الثلاث. الأخت الكبيرة وتؤدي دورها جويل حمصي، تقيم علاقة عاطفية سرية لا يعرف بها شقيقها، والشقيقة الوسطى (أنّا سعد) التي تعيش قصة حب تنتهي قبل أن تبدأ بعد دخول شقيقها على الخط، ثم الشقيقة الصغرى (يمنى أبو حنا) التي ترينا الأمور التي يجربها الإنسان لأول مرة في حياته، (التدخين وشرب الكحول....). وعلى الجانب الآخر المتعلق بعمله في شركة الإعلانات، نراه محاطاً بشخصين أولهما منى (جيزيل بويز) السكرتيرة التي ورثها من أيام «المرحوم والده»، وهي ستورطه بمشاكل كبيرة، ثم يأتي معتز أو ميمو كما يحلو له أن ينادوه، ولديه أفكار نسائيّة للإعلانات، وهو الوحيد الذي يثق به طلال ويسمح له بدخول منزله. لكنّ ميمو سيساعد البنات ويقلب الأمور رأساً على عقب، وخصوصاً أن لديه أخاً توأم، يشبهه لكنّه مختلف عنه لجهة المضمون، فهو «مشكلجي» و«زعوري».
يبدي سويد إعجابه بأداء الممثلة جيزيل بويز التي «طلبت مني أن أساعدها كي لا تشبه شخصية جوكندا في السيتكوم الشهير «نيال البيت» للكاتب كميل سلامة. وبالفعل شخصية السكرتيرة منى مختلفة تماماً، كونها امرأة تحب الشباب «الزغار». ولعل جيزيل هي التي دفعتني إلى كتابة «نهاد وسعاد»، إذ صرتُ أراها في كل حلقة أكتبها».
يعرب سويد عن سعادته كونه لم يصادف حتى اليوم منتجين يضعون النصوص في الأدراج، بل يهتمون بكل التفاصيل، وخصوصاً بودي معلولي صاحب شركة «نيولوك بروداكشن» ومطانيوس أبي حاتم صاحب «رؤى للإنتاج». وعن «نهاد وسعاد»، يقول: «سلّمت 15 حلقة، ثم طلب مني إضافة خمس أخرى» شارحاً: ««نهاد وسعاد» (أنطوانيت عقيقي وجيزل بويز) قصة شقيقتين تعيشان في الماضي لجهة اللبس والماكياج وهمّهما فقط إيجاد عريس (باسم مغنية)».


بين الكوميديا والدراما