وحدها «المنار» قدّمت برمجة خاصة تمتد على 33 يوماً. أما القنوات الأخرى فبدت غير معنية بالموضوع، بعدما اكتفت بالحديث عنه في البرامج الحواريّة ونشرات الأخبار
باسم الحكيم
هل ما زلتم تذكرون العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006؟ هل ما زلتم تحفظون صور المجازر والدمار والخراب بين الجنوب والضاحية الجنوبيّة لبيروت؟ هل تذكرون كيف تصدى المقاومون لإحدى أعنف الحروب في لبنان والمنطقة في التاريخ الحديث؟ هذه الأحداث مرّت عليها ثلاثة أعوام، لكن يبدو أنّ شاشاتنا المحليّة «نسيت» الذكرى، ولا تكلّف نفسها عناء الإعداد لوثائقيّات عن مرحلة ستستفيض كتب التاريخ بالحديث عنها حتماً. السؤال الذي طرحته «الأخبار» على الشاشات المحليّة قبل 24 ساعة من الذكرى الثالثة للعدوان هو: ماذا حضّرتم للذكرى؟ هنا، تجد الجميع كأنّهم غير معنيين بالموضوع. يستمهلونك بعض الوقت قبل أن يبلغوك أنهم سيكتفون بالحديث عن الذكرى في سياق برامجهم الحواريّة وضمن نشرات الأخبار.
nbn تكتفي يومياً بعرض الحلقات الوثائقيّة القصيرة «نصر لبنان» التي أعدّها عباس ضاهر في الذكرى الأولى للعدوان وتستمر حتى 14 آب (أغسطس)، ويحيي «الجديد» الذكرى في حواراته السياسيّة فقط، ولا سيّما مع ضيوفه من نوّاب حزب الله. واستذكرت LBC أمس العدوان في «أنت والحدث» مع شذا عمر، وأعادت «أخبار المستقبل» الشريط الوثائقي «ذكرى خالدة» للمخرج فيليب بجّالي عن حرب تمّوز. أما Mtv فضمّنت نشرتها الإخباريّة أمس تقريراً عن الحرب الإسرائيلية على لبنان، وكذلك يرصد وليد عبّود في برنامجه «بموضوعيّة» (14/7) الخروق الإسرائيليّة للقرار 1701. واكتفت «الجزيرة» بـ«حوار مفتوح» أجراه أمس غسّان بن جدّو مع الأسير المحرّر سمير القنطار. علماً بأنّ رئيس قسم البرامج عارف حجّاوي، يؤكّد أن المحطة «تهتم بالحدث ولا تنسى الذكرى.... وخصوصاً إذا ما كانت ذكرى مشرّفة للعالم العربي».
هكذا، يمكن اعتبار «المنار» المحطّة الوحيدة التي تخصّص شبكة برامج تمتد على 33 يوماً. بعدما فتحت المحطة هواءها أمس لإحياء الذكرى، تطلق اليوم برمجتها التي تضمّنها أفلاماً وثائقية وحوارات سياسيّة ولقاءات اجتماعيّة وغيرها. وهي تعرض ليل الاثنين والخميس من كل أسبوع (اعتباراً من الخميس المقبل)، برنامج «أيّام تمّوز» الذي يتناوب على تقديمه عمرو ناصف، بتول أيوب، حسين ناصر وعماد مرمل. وترصد الحلقات موضوعات كإنجازات شركة «وعد» لجهة إعادة الإعمار في المناطق التي كانت تحت مرمى النيران، الحرب في الإعلام، وتقرير لجنة فينوغراد. كذلك تقدّم «المنار» خمس سهرات متنقلة بين لبنان وسوريا بعنوان «مسا النصر» كل ثلاثاء، وتتضمن موضوعات عن «المقاومات العالميّة قياساً على المقاومة الإسلامية» التي ستنقل من حديقة بلدية الغبيري، «النتاج الأدبي والفني الذي واكب المقاومة»، و«التغطية الإعلامية أثناء عدوان تمّوز» ثم «مهرجان المقاومة والنصر» في مرمريتا (سوريا)، تُعدّه ديما الزين وشيراز حايك ويُخرجه طلال مرتضى.
أمّا بالنسبة إلى البرامج الوثائقيّة، فموعدها يومي 17:30، ثم كل اثنين وخميس 21:30. وقد جهزت «المنار» سلسلة منها، وأبرزها ست حلقات بعنوان «رجال الله» الذي يتناول سيرة أحد الشهداء من خلال استضافة عائلته وأصدقائه، «الغدر الموقوت» ويطرح قصّة مجموعة من الفتيان من بلدة «عدشيت القصير»، انفجرت في وجههم إحدى القنابل العنقوديّة من مخلفات الحرب، وهو من إعداد رباب الحسن وإخراج أحمد يوسف. أما برنامج «ذو العمامة البيضاء» الذي أعدته فدوى عبد الساتر، فيرصد حكاية الشيخ الشهيد محمد المقداد. وهناك أيضاً حلقة «أشرف الناس» من إعداد ندى بنجك وتنفيذ عفيف حيدر، ويروي قصة صمود عائلة جنوبيّة تحت الغارات وكيف سعت طوال العدوان إلى توفير الزاد للمجاهدين، «هبة الله» عن أم من بلدة الغازية استشهد ابنها الوحيد في حرب تموز. إضافة إلى حلقة توثّق مواجهات بلدة حولا، عندما دارت المواجهات بين أفراد المقاومة والقوات الإسرائيلية داخل أحد منازل القرية، وهو من إعداد أروى جمال، وحلقة «أجمل الأمهات»، و«رغم الجراح» عن جرحى المقاومة. وتبقى حلقة وثائقيّة عن بنت جبيل بعنوان «الصفعة» أعدتها شيراز حايك، ومن تنفيذ مهدي قانصوه، ثم «الصورة إن حكت» أعدتها ديما الزين و«شعب عظيم» أعدتها هيام رزق.
رغم مرور 42 عاماً على هزيمة 67 وأكثر من 35 عاماً على نصر 73، لا تغيب الذكرى عن الوثائقيات العربيّة على الشاشة المصريّة وعلى الفضائيات الإخباريّة. بينما عاش لبنان في الأعوام الأخيرة أحداثاً ومآسيَ كثيرة من مجازر وحروب ودمار و... انتصارات. لماذا يمرّ 18 نيسان (مجزرة قانا الأولى) بصمت مثلاً؟ لماذا لم يعد أيّار الانسحاب والنصر، يمرّ على شاشاتنا؟ لعلّها ذاكرتنا المثقوبة!


نبض الحياة

بعد سهرات «نبض الحياة» في الذكرى الثانية للعدوان، تقدّم «المنار» أربع سهرات جديدة كل يوم سبت تحمل العنوان نفسه وتعدّها أمل شبيب وأروى جمال وتقدّمها صفاء مسلماني ويخرجها غازي أخضر، وتُنقل من قرى جنوبية هي عيتا الشعب، مارون الراس، الغندوريّة وعيناتا، حيث يكرّم الأهالي مقاومين من خارج بلداتهم استشهدوا فيها. ومن ضيوف البرنامج: المناضلة تيريزا هلسة بطلة عملية سابينا عام 1972، الفنان السوري سميح شقير (الصورة) المناضلة الجزائرية لويزا احريز من مارون الراس، بينما يحلّ الموريتاني محمد ولد اشدو ـــ أحد أكبر الداعمين للمقاومة ولفلسطين ـــ ضيفاً على أهالي الغندورية.