strong>صباح أيوب«نحن الجبهة الامامية للصراع من أجل بناء أميركا عادلة»، هذا ليس شعار إحدى المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان في الولايات المتحدة لكنه التعريف الذي تتبناه مؤسسة Brave New Films لإشهار هويتها. المؤسسة الأميركية التي تقدم وجهاً جديداً من الاعلام، تتوسّل الأفلام الوثائقية مادةً خبرية والانترنت طريقةً للنشر. أما «السياسة التحريرية» فيسارية. تتناول أفلام المؤسسة القضايا الاجتماعية والدفاع عن حقوق العمال الأميركيين وفضح تطرّف بعض وسائل الاعلام وعنصريتها وانتقاد السياسة الخارجية للادراة الاميركية. أفلام وثائقية بعناوين استفزازية من إعداد فريق عمل شاب على رأسه المخرج روبرت غرينوالد، تُعدّ وتنجز ثم توضع على مدوّنة المؤسسة أو على «يوتيوب» مجاناً مع الدعوة الى التبرّع لتمويل المشاريع، وقد يبدأ بـ25 دولاراً فقط. أوقفوا «ستارباكس» وقاطعوا «وولمارت» حملتان شنّتهما Brave لفضح الممارسات غير القانونية التي تمارسها الشركات العملاقة بحقّ موظفيها كمنعهم من تأسيس نقابات والتسريح العشوائي والتهديدات... «FOX Attacks» هي سلسلة أفلام بثتها أيضاً المؤسسة لتظهر كيف تروّج محطّة «فوكس» لوجهات نظر المحافظين الأميركيين المتطرفين وكيف تخدم سياساتهم. وفي السياسة الأميركية الداخلية، تخصّص Brave New Films سلسلة حملات وثائقية مثل «الوجه الحقيقي لجون ماكين» و«أرسلوا كارل روف الى السجن» و«جو ليبرمان يجب أن يرحل» تكشف مدى تطرّف هؤلاء السياسيين وآرائهم التي تسيء الى المجتمع الأميركي... أمّا في السياسة الخارجية، فللمؤسسة أعمال تعبّر عن مواقف رافضة للحروب التي شنّتها أميركا أخيراً ومنتقدة لسياسة إدارة جورج دبليو بوش ومن الأفلام: «العراق للبيع: المستفيدون من الحرب» (عن شركة «بلاك ووتر» الأمنية) و«أغلقوا معتقل غوانتانامو» وأخيراً «أعد النظر بشأن أفغانستان». الوثائقي الأخير يعرض مختلف المشاكل التي سبّبتها الحرب الاميركية على أفغانستان كاشفة كذب الحملات السياسية والوعود الخادعة التي أطلقها بوش لـ«تحرير أفغانستان» و«الدفاع عن حقوق المرأة الأفغانية»...
إعلام يساري «مناضل» في الولايات المتحدة الآن؟ لكن أي أميركا تريدون؟ سألت «الأخبار» المنتج المنفذ في Brave روبرت غرينوولد الذي أجاب «نسعى لإحلال العدالة للجميع على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وهدف المؤسسة أن تكشف للمواطنين حول العالم كيف تؤثر السياسات الخارجية على حياتهم». لكن، أن تكون أميركياً و«تنبش» في شؤون الشرق الاوسط وأفغانستان لهو أمر معقّد، فإلى أي مدى أنتم عارفون في المنطقة وسياساتها ومجتمعاتها لتنجزوا أفلاماً حساسة ومباشرة؟ يشرح غرينوولد أنّ «منهجية عملهم صعبة جداً وتتطلب السفر الى البلدان المعنيّة بالصراع والاحتكاك المباشر مع سكانها، إضافة الى اعتمادهم على شبكة كبيرة من المراسلين والباحثين من مختلف البلدان». وعن الأمل بالتغيير، يعلّق غرينوولد أنّ طموحهم هو «نشر التوعية بين الشعوب ومساعدتها على التغيير ضمن مجتمعاتها» وهو يرى أنّ «بثّ الأفلام الوثائقية التي ينتجونها مجاناً على الانترنت هي إحدى الوسائل لتحقيق ذلك الطموح». اذاً هل أنتم، كما وصفتكم صحيفة «نيويورك تايمز» أخيراً، «ميليشيا الأفلام النضالية»؟ يجيب غرينوولد «لا أحبّ أن يكون عملي ممهوراً بأي توصيف. هو مزج بين الفيلم والميديا الجديدة والعمل النضالي».
http://bravenewfilms.org/