خليل صويلح
صيف دمشق موسيقي بامتياز: تام تام، ودبكة، جاز، وموسيقى نحاسية، و... راب سوري أيضاً. لن نستغرب هذه الحمّى مع 12 فرقة سورية في مهرجان «موسيقى على الطريق». المهرجان الذي أطلقته جمعية «صدى» الموسيقية في الصيف الماضي، يتواصل بنجاح هذا الصيف أيضاً. إذ يستقطب مساء كل جمعة مئات الشباب في حدائق دمشق الكبرى، بهدف اكتشاف أماكن بديلة للأماكن التقليدية. وفي قلعة دمشق، يلقى مهرجان «الجاز يحيا في سوريا» (الصورة) اهتماماً كبيراً من الجيل الشاب بمشاركة فرق أجنبية تحضر سوريا لأول مرّة. كنا قبل أيام على موعد مع فرقة «شام إم سيز» في «دار الفنون» في دمشق القديمة. 8 شباب وفتاة يمثّلون عناصر الفرقة، أطلقوا ألبومهم الأول بعنوان «كلمات متقاطعة». موسيقى الهيب هوب تغزو سوريا بكثافة. هناك راب حمصي، وراب حلبي، وكلمات تحاكي مشكلات الشارع السوري بالعربية والإنكليزية. «عكس الموج» عنوان إحدى أغنيات فرقة «شام إم سيز». لعله يعبّر عن رغبات كانت إلى وقت قريب مقموعة ومستغربة. وفي مخيم اليرموك جنوب دمشق، اجتمع فلسطيني وسوري وجزائري في استوديو مرتجل لتسجيل أغاني راب خاصة بهم، واختاروا اسم «لاجئو الراب» عنواناً لفرقتهم. «الرابجية» يعلنون عن أنفسهم بالقبعة المقلوبة و«البيرسينغ» غير عابئين بالنظرات المتشككة لهؤلاء الشباب الذين يزينون آذانهم وألسنتهم بالأقراط. هذا المشهد لم يعد مستغرباً كثيراً، حتى لو كان في أزقة حي السيدة زينب الشعبي في ضواحي العاصمة. زياد يختار اسم «زيمو» ويكتب أغانيه الخاصة، مستعيراً عبارة شكسبيرية من «هاملت» بصرف النظر عمّا إذا كان مطلعاً على المسرحية أو لا: «أكون أو لا أكون» ربما كان يقصد إضافة جرعة من التمرّد على القيم التقليدية، وآخر يطلق اسم «بيروكومانيا» على فرقته بديلاً لـ«هوس الإيقاع».
سنعود اليوم إلى قلعة دمشق مرة أخرى. هناك، سيلتقي زياد الرحباني جمهوره في «منيحة»، لاستكمال ما بدأه الصيف الماضي. البطاقات نفدت باكراً، والشباب السوري المتعطش إلى موسيقى زياد، ينتظر على أحرّ من الجمر مواعيد الحفلات الأربع (راجع المقال ص 16)، بعضهم حجز لحضور أكثر من حفلة انتقاماً مما فاته في الصيف الماضي، وخصوصاً أنّ الحفلات الجديدة تتضمن مفاجآت جديدة. لنقل باطمئنان إذاً إن زياد ملهم الجيل السوري الجديد من دون منافس.