strong>محمد عبد الرحمنرغم أن صنّاع مسلسلَي «ليالي» و«نساء ودماء» ينفون دائماً وجود علاقة مباشرة بين موضوع العملَين وقصة حياة سوزان تميم، ورغم ما يؤكدونه عن أن التشابه بين الدراما وواقع تميم غير متعمّد، يبقى طيف المغنية اللبنانية الراحلة يطاردهما، تماماً كما يطارد أعمالاً أخرى عدّة. آخر هذه المسلسلات كان «حدف البحر» الذي أوشك المخرج جمال عبد الحميد على إنهاء تصويره. العمل الذي تؤدي بطولته سمية الخشاب، يدور حول توأمين، أولاهما تجد أسرة ترعاها وتهتمّ بها فتصبح طبيبة، فيما تتحوّل الثانية إلى راقصة نتيجة البيئة التي عاشت فيها. وفي هذه الشخصية الأخيرة تحديداً، وجه الشبه مع تميم. إذ تتعرّف الراقصة إلى رجل أعمال ثري ينقلها إلى القاهرة حيث تبدأ رحلتها نحو الثراء. هكذا تحوّلت كلّ قصة درامية عن فنانة صاعدة ترتبط برجل أعمال ينقلها إلى حياة النجومية والرخاء، قابلة للمقارنة بحياة تميم.
وإن كان الشبه بين «حدف البحر» وقصة حياة تميم بعيدة نسبياً عن الواقع، فإنّ قصة كل من «ليالي» و«نساء ودماء» مرتبطة بشكل أو بآخر بالحياة المأساوية للمغنية الراحلة.
تدور قصة «ليالي» حول فتاة من الإسكندرية، ترحل إلى القاهرة وتحترف التمثيل. ثمّ تلتقي برجل أعمال لبناني وتصبح الزوجة الثانية له، قبل أن تلتقي برجل أعمال مصري يتزوجها رغم معارضة أسرته ودون علمه بأن طلاقها من اللبناني لم يصبح رسمياً بعد.
الأمر نفسه تكرّر مع المؤلّف محمد الغيطي الذي يعيد مع المنتج إسماعيل كتكت السباعيات التلفزيونية من جديد، وهي المسلسلات المؤلفة من سبع حلقات. وقد أعدّ الغيطي أربع سباعيات، يجمع بينها خطّ دراميّ واحد هو علاقة المرأة بالجريمة.
وفي مقدّمة هذه السباعيات مسلسل «نساء ودماء» الذي يروي قصّة مغنية تتعرّف إلى رجل أعمال وتدخل معه في علاقة مصالح: هو يريد جمالها وهي تطمح إلى الشهرة والمال.
تجسّد شخصية المغنية الممثلة التونسية إيناس النجار التي خرجت بتصريحات أكّدها الغيطي، عن عدم وجود أي علاقة بين المسلسل وحياة تميم. لكن النجار لم تنكر أنها تأثرّت خلال التمثيل بما سمعته عن قصة حياة سوزان تميم وموتها المأساوي، فيما أشار الغيظي إلى أنه بدأ كتابة المسلسل قبل الجريمة.
ورغم كل ما سبق، يجمع النقاد على أنّ مأساة تميم لن تجد طريقها الحقيقي إلى الشاشة بسهولة، ولن يحدث هذا إلا بعد مرور سنوات طويلة، لأن أسر المتَّهمين لن تسمح بسهولة بتقديم أعمال عما حدث سواء حصل أبناؤها على البراءة أو أكملوا الطريق نحو حبل المشنقة.


من الواقع إلى الشاشة