ليال حداد... وأخيراً سيصبح للمدونين الأردنيين موقع خاص بهم. إنّه موقع «بوابة المدوّنين» الذي سيُطلق رسمياً السبت المقبل في عمان، بمبادرة من «مركز حماية وحرية الصحفيين» و«مجلس الأبحاث والتبادل الدولي». بدأت القصة خلال ورشة عمل للمدوّنين الذين اقترحوا في نهاية لقائهم إنشاء موقع يكون وسيلة تسهّل على المدوّن عملية البحث عن معلومات وتتيح له إمكان التعرّف على مختلف المدوّنات الأردنية. هكذا أُقرّ الاقتراح وبُدئ العمل على إنشاء «بوابة التدوين».
يشرح منسّق المشروع هيثم أبو عطية لـ«الأخبار» عن هدف هذا الموقع، والآفاق الجديدة التي يفتحها أمام المدوّنين، فيعود إلى ورشة العمل التي جمعت مجموعة من المدونين، إضافةً إلى ورشة أخرى لأصحاب المواقع الإلكترونية «كنّا نهدف إلى تسليط الضوء على الإعلام البديل كمحفّز أساسي على الديموقراطية، ومن هنا انطلقت الفكرة».
يدرك أبو عطية أن العمل لا يزال في بدايته، لكّنه يتحدّث عن الخدمات التي يقدّمها الموقع وتعدّ الأولى من نوعها في الأردن. إذ إنّ «بوابة المدوّنين» تساعد كلّ مدوّن على معرفة العواقب القانونية لما يكتبه وذلك في صفحة «استشارات قانونية». وتمكّن هذه الزاوية كلّ مدوّن من استشارة مجموعة من المدوّنين بشأن ما يريد كتابته وبشأن النتيجة القانونية المترتّبة على ذلك «هناك بعض المدوّنين الذي ينتقدون شخصيات عامة، نقدّم إليهم المشورة القانونية من دون ممارسة أي رقابة» يشرح أبو عطية.
إلى جانب الاستشارة القانونية، يحتوي الموقع على لائحة بأبرز المدوّنات الأردنية. ولكنّ الأهمّ والفكرة الجديدة التي يشرحها أبو عطية هي فقرة «المواطن الصحافي» التي ترصد مجموعة من التدوينات التي ـــــ وفق المشرفين على الموقع ـــــ تصلح لأن تكون مصدر معلومات للمواقع الإلكترونية الإخبارية وللصحف اليومية. في هذه الفقرة، نجد مثلاً خبراً عن الشاعر إسلام سمحان، الذي اعتقلته السلطات الأردنية سابقاً على خلفيّة ديوانه «برشاقة ظل».
لا يقف طموح فريق عمل الموقع ـــــ المؤلّف حالياً من أربعة مدوّنين شاركوا في ورشة العمل ـــــ عند هذا الحدّ. بل سيصدر «مركز حماية وحرية الصحفيين» قريباً دليلاً للتدريب وتطوير المدوّنين، سينشر على الموقع، على أن تطبع منه نُسخ محدودة لاحقاً.
«اليوم يقتصر العمل على الأردن، ولكننا نطمح إلى أن يتحوّل لاحقاً إلى موقع عربي، وقد أسّسنا لذلك زاوية «شارك معنا» التي تتيح التواصل مع مدوّنين من مختلف أنحاء العالم» يقول أبو عطية، آملاً أن تنتقل التجربة إلى مختلف الدول العربية التي هي من دون شكّ بأمسّ الحاجة إلى مواقع تؤمّن الحماية (أقلّه المعنوية) للمدوّنين.