رغم حدّة الهجوم الذي شنّه عادل معتوق على الشركة السعودية، يبدو أنّ الرسالة الإعلامية الموجّهة إلى الوليد بن طلال لن تلقى أيّ صدى يذكر
ربى صالح
بعد أربع سنوات من الأحداث الأمنية والسياسية المتتالية، انتظر الجميع الصيف اللبناني هذا العام. لكنّ معركة من نوع آخر فتحت على الجبهات الفنية، إذ إنّ المنتج الفني عادل معتوق وجّه رسالة عبر وسائل الإعلام إلى الوليد بن طلال يشكو فيها «المنافسة غير الشريفة» التي يمارسها رئيس «روتانا للصوتيات» سالم الهندي، ضدّه وضدّ منتجعه السياحي «أوسكار». وأضاف معتوق في رسالته أنّ الهندي «يحاول بشتّى الوسائل غير البريئة وغير الشريفة تعطيل اتفاقياتنا مع الفنانين، إن بالتهديد أو الوعيد أو الضغط بقوة «روتانا» كشركة منتجة لأعمالهم الفنية».

سبب الرسالة خلافات قديمة بين معتوق والشركة السعودية
هكذا عاد معتوق ليسلّط الضوء على دور «روتانا مناسبات» ـــــ وهو القسم الذي استحدثه الهندي قبل سنتين لتنظيم الحفلات والمناسبات ـــــ في استقطاب الفنانين واحتكارهم، إذ توسّعت دائرة عمل هذا القسم أخيراً، ما مثّل ضربةً موجعةً لقسم كبير من المتعهدين، ما عدا مدير أعمال جورج وسوف ميشال حايك الذي تربطه صداقة قوية بالهندي، وبالتالي اتفق الطرفان على تقاسم كعكة الحفلات.
زاد انتشار «روتانا مناسبات» إذاً، وتوسّعت دائرة الفنانين الذين وقّعوا معها لتنظيم حفلاتهم وإنتاجها، وذلك بالتعاون مع بعض الأشخاص المنتشرين في العالم. لكنّ البلبلة التي أثارتها رسالة معتوق الأخيرة، ليست وليدة الصدفة. بل إنّ سببها قد يعود إلى خلافات قديمة بين المنتج اللبناني والشركة السعودية.وأبرز أسباب هذا الخلاف هو إلغاء حفلة الفنان اللبناني فارس كرم في «أوسكار»، لأسباب لم توضحها الشركة. هكذا اختفت فجأة اللوحات الإعلانية المروّجة للحفلة، ما سبّب خسائر فادحة لمعتوق، وفق قوله. وما زاد الطين بلة هو الاتفاق مع متعهّدين آخرين لتنظيم حفلات لكرم، فيطلّ السبت من «الأطلال بلازا» وإعلاناته منتشرة على الطرقات.
ورغم حدّة الهجوم الذي شنّه معتوق، لم يخرج أيّ تصريح عن الشركة السعودية ولا عن الهندي. كذلك ابتعدت كل قنوات «روتانا» عن الرّد، بل تغاضت حتى عن مضمون الرسالة. وتزامن ذلك مع استمرار الشركة في مقاطعة حفلات معتوق، باستثناء بعض النجوم الذين وافقوا سابقاً على إقامة الحفلات في منتجعه السياحي، كماجد المهندس ونبيل شعيل.
لكنّ اللافت هو أنّ هذا الخلاف لم ينعكس على علاقة «روتانا» بباقي المتعهّدين وأبرزهم طوني شرفان وعماد قانصوه وميشال حايك. كذلك يعمل في صمت كبير كلّ من كريم أبي ياغي وشربل ضومط اللذين أبرما عقوداً مع عدد من فنّاني «روتانا» بمباركة سالم الهندي. كلّ هؤلاء يبنون آمالاً كبيرة على الصيف اللبناني، ويتوقّعون عائدات مادية مرتفعة قد تكون الشركة السعودية في أمسّ الحاجة إليها لإعادة الحياة وعجلة الحركة إلى ميزانية المؤسسة.
في النهاية، يبقى القول إنّ «روتانا» لا تبدو حتى الساعة متأثرّة بهجوم معتوق، بل تبدو على أهبّة الاستعداد للحفلات الصيفية، ولحلول شهر رمضان.