محمد عبد الرحمنمن المؤكّد أن عودة الفنانين المخضرمين إلى السينما المصرية لم تعد مجرّد حالات فردية. إذ شهدت الشاشة الكبيرة أخيراً عودة مجموعة من النجوم الكبار، كان آخرهم الممثلة شويكار بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات. وتحليل بسيط لوضع الأفلام المصرية الجديدة يوضح هذه الظاهرة. إذ إنّ النجوم الشباب غالباً ما يرغبون في تدعيم أفلامهم فنياً بوجود عناصر خبرة ابتعدت عن السينما طويلاً، ولم يظهر خلالها الفنانون المخضرمون إلا كضيوف شرف. إضافة إلى ذلك، فإن نوعية الأفلام الجديدة تعتمد غالباً على البطولات الجماعية وتحفل بأبعاد متوازية تجعل الشريط بحاجة إلى أجيال من الممثلين. كلّ ما سبق ـــــ إضافة إلى نجاح محمود ياسين في فيلم «الجزيرة» ـــــ أدى إلى عودة نجوم غابوا لسنوات عن الشاشة.
هكذا، عادت ليلى طاهر مع محمد هنيدي في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» بعد غياب 22 سنة. أما شويكار التي تحوّلت في الأيام الأخيرة إلى حديث الصحف، فتعود في فيلم «كلّمني شكراً» لخالد يوسف الذي يناقش تأثير وسائل الإعلام في العشوائيات ويتمّ تصويره حالياً في «استديو مصر».

لا يزال فريق «أولاد العم» ينتظر موافقة ناديا لطفي على الظهور في أحد مشاهد الفيلم
وفي مؤتمر أقيم أخيراً للإعلان عن الشريط، أكّد يوسف أن شويكار تعود بدور بطولة وليست ضيفة شرف. وأكدت النجمة المصرية أنها سعيدة بهذا الدور، وهي مقتنعة بالشخصية المسندة إليها.
إضافة إلى شويكار وطاهر، كان لظهور محمود ياسين في فيلم «الجزيرة» قبل عامين الفضل الأكبر بفتح الباب أمام عودة المخضرمين. إذ أعرب ياسين عن سعادته بأداء الشخصية رغم قلة عدد المشاهد، مشيراً إلى المعاملة الجيدة التي لقيها من نجم الفيلم أحمد السقا، ما شجّعه على المشاركة في فيلم آخر هو «الوعد» مع روبي وآسر ياسين. وبعدها بعام، شارك نور الشريف في بطولة فيلم «مسجون ترنزيت» مع أحمد عزّ. وبعد ياسين والشريف، أطلّ محمود عبد العزيز مع أحمد السقا في فيلم «إبراهيم الأبيض». إلى جانب هؤلاء، لا يزال فريق عمل فيلم «أولاد العم» يأمل موافقة ناديا لطفي على الظهور في أحد المشاهد المؤثرة للفيلم. بينما تأجلت عودة الفنان يوسف شعبان إثر الأزمة التي تعرض لها فيلم «بوشكاش» لمحمد سعد وتغيير المخرج بعد انطلاق التصوير. والمفارقة أن الفيلم الذي غاب عنه شعبان لم يحقق لمحمد سعد النجاح المتوقع ليغيب عن الموسم الصيفي الحالي لأول مرة منذ سبعة أعوام.
من جهة ثانية، لم يحظ كل الفنانين الكبار بنصيبهم من النجاح بعد عودتهم إلى الشاشة الكبيرة. هكذا أعلن كلّ من خيرية أحمد وأحمد خليل وغيرهم انسحابهم من المشاركات السينمائية بعد تجارب لم تكن ناجحة بسبب عدم احترام مشاهدهم بعد تصويرها وعدم إعلان وجودهم في الفيلم لدى الترويج الدعائي له، ليفاجأ الجمهور بظهورهم في الشريط.