عمّان ــ كوليت أبو حسينلم تنته بعد ردود الفعل على الحفلة التي قدّمها كاظم الساهر في عمان أخيراً وحضرها ما يزيد على خمسة آلاف شخص احتشدوا ضمن الدورة الأولى من«مهرجان الأردن». هناك، على خشبة مسرح «الأرينا» (جامعة عمّان الأهلية)، غنّى المطرب العراقي لجمهور احتشد في مسرح مغلق وجو خانق، مُتسائلاً عن السَّبب الذي جعل المُنظّمين يُحدّدون أماكن الحفلات بعشوائية غير مدروسة، إذ إنّ الأمسيات التي تندرج تحت عنوان «تجلي» ويقدّمها فنانون كمحمد منير وكاظم الساهر ومحمد عبده (23 تموز/ يوليو) من الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة، جاءت في مسرح «الأرينا» المغلق فيما تأتي أمسيات أخرى لفرق وفنانين أردنيين ــ أقلّ شعبية جماهيرية ــ في المدرج الروماني الكبير والمفتوح في عمان.
«أبو وسام» كما ظلّ الجمهور يناديه خلال الحفلة، بدا مُتعباً ومنزعجاً من الحر، إلاّ أنه ظلّ مُحافظاً على ابتسامته مُتجاوباً مع الجمهور.
خلال الحفلة، غنّى كاظم من ألبومه الجديد «صور»، ونوّع بين الشعبي والفصحى، وأدّى بعض أعماله المعروفة مثل «أحبيني» و«زيديني عشقاً» وغيرهما. وحين بدأ يؤدي أعمالاً على أنغام موسيقى الجوبي الفولكلورية مثل «لاقعدلك على الدرب قعود»، «فار» دم الحضور الذي كان أكثريته من العراقيين، فراح يرقص الدبكة العراقية. إلّا أن المُنظمين ورجال الدرك كانوا بالمرصاد؛ فأوقفوا الجماهير عن هذا «الهرج والمرج»، إذ إنّ الرقص ممنوع في الحفلة! هكذا إذاً، عمّان مدينة تصنع مهرجانات وتقيم الحفلات الضخمة، لكنّ الرقص فيها ممنوع!!
لم يتوقّف دور الدرك والمنظمين عند هذا الحد. ففي اللحظة التّي انفلت فيها أحد المعجبين الشباب قافزاً الى المسرح ليوقّع له الساهر على «تي ـــــ شيرت» أبيض كان يحمله، هاجمه ما يفوق عشرة أشخاص من عناصر الأمن وجرّوه على درج المسرح بعنفٍ أسال الدم من وجه الفتى. كاظم الذي وقف مندهشاً من ردة الفعل العنيفة تساءل على الميكروفون «ليش القسوة ياجماعة؟». ثم انحنى ليتناول الـ«تي شيرت» والقلم اللذين سقطا من يد الشاب الذي لم يتجاوز السابعة عشرة. ثم طالب كاظم الأمن بإعادة الشاب إلى المسرح ليُناوله إياه بعدما وقّع له عليه. ما أثير العام الماضي بشأن تنظيم شركة صديقة لإسرائيل فعاليات المهرجان يستحيل إثارته هذا العام. التنظيم الرديء يدحض أي شكوك قد تُثار حول مشاركة أي جهات أجنبية في تنظيم «مهرجان الأردن»، فما شاهدناه في حفلة كاظم الساهر، لا يمكن أن يكون إلا من صنيع وزارة الثقافة الأردنية!


من أجل احتضانه... فقط

خلال حفلته الأردنية، صعدت فتاة على على خشبة المسرح وحاولت احتضان كاظم الساهر. وكالعادة، قام المطرب العراقي بابعاد الحراس الشخصيين الذين حاولوا إنزالها بالقوة. رغم كل هذا الحبّ الذي يبديه له الجمهور، ما زال الساهر يشعر بخوف شديد عندما يواجه الجمهور. وفي مقابلة مع قناة «العربية»، صرّح إنّه يشعر بالمسؤولية كونه سفيراً للأغنية العراقية، صوّر أغنية انتقدت سياسات جورج بوش في العراق، مؤكدا أنّ الحرب لا تخلّف سوى الدمار والقتل. وبعد حفلته الأردنية، يحلّ ضيفاً على «مهرجانات بيت الدين» حيث يقدّم أمسية في 15 آب (أغسطس) المقبل