بشير صفير
بعد الروك التطوّري والحفلة التي أحيتها فرقة «جيثرو تال» مساء أمس، يقدّم «مهرجان بيبلوس» موعداً جديداً مع نمط موسيقي مختلف. مساء غدٍ الثلاثاء لقاء مع موسيقى الفادو البرتغالية، يحمل توقيع أحد رموزه المعاصرين، المغنية ميسيا، التي سبق أن زارت لبنان ضمن «مهرجانات بيت الدين».
لنبدأ من موسيقى الفادو وعلاقة الجمهور اللبناني بهذا التراث الموسيقي والغنائي الشعبي الذي ولد بين البحّارة والمتسكّعين على شواطئ السواحل البرتغالية. لقد انتشرت في لبنان الإثنيات الموسيقية آتية من أقطار الأرض، تحت رعاية التسويق الغربي، وأبرزها عموماً الهندي والباكستاني والأفريقي والأميركي اللاتيني بمختلف مدارسه (سالسا، بوسا نوفا، تانغو...) والفلامنكو والسلتي، وغيرها الكثير من الفروع. لكن اللافت أن موسيقى الفادو لم «تغزُ» بعد المجتمع اللبناني. والدليل الأهم في هذا السياق هو عدم وجود أي تجربة لبنانية مبنية على أسس هذا التراث، خلافاً لمعظم التيارات الحديثة والتراثية. لكن لماذا لم يهتم لبنان، والعالم عموماً، بالفادو، على عكس العلاقة مع الفلامنكو، تلك الموسيقى الآتية من جارة البرتغال؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال إلا بسؤال: هل لأنها ليست موسيقى راقصة بالإجمال؟ ممكن.
استعادت أغنيات لداليدا وجوني كاش وتعاونت مع فاني أردان وإيزابيل هوبير
ميسيا مولودة على السواحل البرتغالية سنة 1955. عشقت الفادو بطبيعة الحال بفعل بيئتها الغنية بهذا الفنّ الفائض بالأحاسيس والتعبير الصادق. بدأت مسيرتها بإحياء كلاسيكيات الفادو الغنائية من خلال أدائها بقالب معاصر، من دون أن تقحم فيها سيّئات الحداثة. إلى جانب ذلك، أضافت ميسيا أغنياتها الخاصة أو نصوصاً جديدة إلى ألحان تراثها، أبرزها لمواطنها الشاعر الكبير فرناندو بيسوا. أصدرت ألبومها الأول (غير مُعنوَن) عام 1991، وألحقته بأعمال عدة، آخرها حمل عنوان «رُواس» (2009). في العديد من أعمالها، تعاونت ميسيا مع فنانين عالميين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. هكذا استعادت أغنيات لداليدا وجوني كاش وغيرهما، ودَعَت من جهة ثانية آخرين إلى إضافة لمستهم إلى ألبوماتها، مثل الممثّلتَيْن فاني أردان وإيزابيل هوبير (أداء نصوص بالفرنسية) والمغنية الألمانية أوتيه لامبر ومواطنتها عازفة البيانو ماريا خواو بيرَش الشهيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكيّة.
20:30 مساء الغد ـــــ «مهرجانات بيبلوس» ـــــ للاستعلام: 01/999666
www.byblosfestival.org