ما سبب انتشار الخبر؟ ومن يقف خلفه؟ الممثلة المصرية نفت الشائعة التي تداولتها الصحف والمواقع أخيراً، مقفلةً الباب على تعاون فني تركي ـــ مصري بدأ مع هزيمة الـ 1967 من دون أن يكتب له النجاح مرةً واحدة
محمد عبد الرحمن
في الأسبوعين الماضيَين، نقلت عشرات الصحف المصرية والعربية وعدد من المواقع الفنية، خبر مشاركة الممثل التركي كيفانش تاتيلونغ المشهور باسم مهند ـــــ تيمناً بدوره في المسلسل التركي «نور» ـــــ والنجمة المصرية ليلى علوي في مسلسل واحد. ولم تقف الأمور عند حدود نقل الخبر، بل بحثت بعض المواقع الإلكترونية تداعيات هذا التعاون، مع التركيز على أنّ فارق العمر بين الممثلة المصرية والممثل التركي، يقف حاجزاً في وجه أي عمل درامي يقوم على قصة حبّ تجمع الطرفين. كذلك، وجّهت بعض وسائل الإعلام سؤالاً إلى الفنانة السورية جومانة مراد، عن صحة ما تردّد عن أنها تشعر بالغيرة بسبب هذا التعاون. طبعاً نفت مراد كل ذلك، مؤكدةً أنّ النجوم الأتراك صنعوا نجوميّتهم على الشاشات العربية. كذلك قالت إنها تفضّل الوقوف أمام يحيى بطل مسلسل «سنوات الضياع» لا أمام مهنّد بطل «نور» و«ميرنا وخليل».
لكنّ الحقيقة جاءت لتصدم الجميع. إذ أكّدت ليلى علوي في اتصال مع «الأخبار» أنّها لا تعلم شيئاً عن كل ما تردّد عن مسلسل «ملف خاص جداً» ـــــ وهو عنوان العمل الذي يُفترض أن يجمعها بمهند ـــــ كما أنها لا تعرف مَن هو المصدر المجهول الذي روّج للشائعة ورشّحها لبطولة العمل. وتدور قصة العمل حول عالمة ذرة مصرية، تلتقي شاباً أوروبياً وسيماً وتقع في غرامه، في حلقات تجمع بين الرومانسية والأجواء البوليسية، على أن يبدأ التصوير بعد شهر رمضان المقبل.
هكذا اتّضح للجميع أنّ كل هذه الأخبار لم تكن سوى شائعات لا أساس لها من الصحة. لكن ما سبب انتشار الشائعة؟ ومن يقف خلفه؟ وهل من خلفيات فنية ودرامية له؟ تحليل بسيط وعودة إلى الماضي، يؤكّدان أنّ هذا الخبر ليس سوى محاولة ضمن محاولات عدّة جرت سابقاً لدعم وجود الممثلين الأتراك في الوسط الفني المصري. إذاً، لا تعدّ هذه المحاولات جديدة على الساحة الدرامية والسينمائية المصرية، لكن القاسم المشترك بينها كلّها أنّ مصيرها كان طيلة أربعين عاماً... الفشل.
بدأت قصة المفاوضات الفنية بين المصريين والأتراك، في السنوات التي تلت هزيمة يونيو 1967. وصوّر الفنان فريد شوقي عدداً من الأفلام في تركيا، وكانت تجري دبلجة مشاهد الممثلين الأتراك. لكن غياب الصدقية كان سبباً أساسياً في فشل هذه الأفلام.
وبعد هذه المحاولات بسنوات، تكررت التجربة عندما أُنتج فيلم «هروب مومياء» بين مصر وتركيا، وشارك في البطولة ماجد المصري ونيللي كريم وعدد من الممثلين الأتراك، قد يكون بينهم من لمع لاحقاً في المسلسلات التركية التي استوردتها mbcودبلجتها. لكن الجمهور المصري لم يجد سبباً يحثّه على دفع ثمن تذكرة فيلم تدور أحداثه حول رحلة تهريب مومياء فرعونية من مصر إلى أوروبا عن طريق عصابة مصرية ـــــ تركية. لكنّ محاولات الانفتاح الفني المصري لم تقتصر على تركيا. بل صوّرت أعمال درامية وسينمائية مصرية ـــــ لبنانية، حيث كانت تصوّر هذه الأعمال في بيروت، لأن القاهرة كانت لا تزال تلملم آثار الحرب والهزيمة.
انطلاقاً من كل ما سبق، يمكن القول إنّ طوفان المسلسلات التركية، لن يخترق الحدود المصرية بسهولة، إلا إذا نجح منتج ذكي في تقديم قصة تقنع الجمهور المصري بأن يشاهد ممثلين أتراك يتكلمون بلغتهم مع الممثلين المصريين. مع العلم أنّ مصر تُعدّ من أقلّ الدول العربية التي يُقبِل جمهورها على المسلسلات التركية، على رغم دخول قناة «الحياة» على الخط عبر عرض بعض هذه المسلسلات. إضافةً إلى محاولة «التلفزيون المصري»، قبل فترة ركوب الموجة وعرض مسلسل «نور» قبل أن يُوقف العرض بعد حملة هجوم لم يصمد أمامها المسؤولون طويلاً. بالتالي، فإن ظهور نور ولميس في مسلسل «بيني وبينك» السعودي يبدو منطقياً لأن العمل من إنتاج mbc التي لن تعارض أن تدور إحدى الحلقات حول رغبة الأبطال في الزواج بالنجمتين التركيتين. لكن تكرار الأمر في مصر يبدو مستبعداً حتى الآن على الأقل على مستوى مشاركة النجوم المصريين في أعمال مماثلة، ليظل وجود الأتراك محصوراً في حملات إعلانية أو ظهور في برامج تلفزيونية من أجل جذب الجمهور لا أكثر ولا أقل.


حكايات بنعيشها

حصلت قناة mbc على حق العرض الخليجي الأول للعمل الدرامي «حكايات بنعيشها» المؤلّف من مسلسلَين، كل واحد مكوّن من 15 حلقة: الأول يحمل عنوان «هالة والمستخبي» والثاني هو «مجنون ليلى» وهما من بطولة ليلى علوي. واشترت القناة المسلسلَين على أساس أن تكون القناة الخليجية الأولى التي تعرضه لجمهورها في منطقة الخليج، بعدما جرى تسويق الحلقات لثلاث قنوات مصرية هي «التلفزيون المصري» و«نايل دراما» و«دريم».
لكن لم يُعلَن حتى الآن ما إذا كانت mbc ستعرض العمل في رمضان المقبل، أو بعد العيد مباشرةً حتى توفّر مساحة أفضل للعمل الذي تعود به علوي بعد غياب، وتقدّم من خلاله نمطاً جديداً من الدراما العربية.


سحر العشق