strong>بيسان طي«أنا اسمه ياس، وأنا قادم من بعيد» عنوان عرض مونودرامي استضافه «مسرح مونو»، ويُختتم اليوم ضمن النشاطات المرافقة للدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية التي تقام هذه المرة في بيروت. ياس، الفنان الذي يقدّم التجربة، تجتمع فيه تجارب وجنسيات عدة: هو لبناني الأصل عاش في أفريقيا ـــــ وتحديداً السنغال وساحل العاج ـــــ ثم هاجر إلى فرنسا حيث أكمل دراسته واستقرّ وبنى مسيرته المسرحية. وقد بدا أمس مسروراً لأنه تمكّن للمرة الأولى من تطعيم عرضه بكلمات عربية. وان مان شو Je S'appelle Yass et je viens de loin («أنا اسمه ياس، وأنا قادم من بعيد») افتُتح باسكتشات عن «عادات لبنانية» تدخل ضمن «المسايرات» كعبارة «خليها علينا» التي يعاجلك بها أي بائع أو مصفّف شعر... بلباقة.
بنى ياس اسكتشاته على تجربته الشخصية، من دون احترام للتسلسل الزمني. هكذا، تلاعب بالزمن وبدأ بساحل العاج، حيث نرى رحلة إجلاء الأجانب إثر معارك نشبت في البلاد وعمليات النهب. وهو إن لم يرد ذلك، فإنّ اسكتشه تطابق مع صورة يروّج لها المغتربون اللبنانيون عن أبناء البلاد، وهي صورة عنصرية تنظر إلى ابن البلاد الفقير باعتباره سارقاً ومهدّداً لثرواتهم. لكن في الاسكتشات الأخرى، ركز ياس على العلاقة الطيبة التي تربطه برفيقه السنغالي nene.

بنى اسكتشاته على ترحاله وتجربته الشخصية
كرسي، وإضاءات متعددة الوظائف، وتمثال صغير، كانت كل عدّة ياس الذي أفهمنا من خلال العرض أنّ اسمه الحقيقي هو ياسر هاشم. إنّه رجل التجارب المتعددة التي تصنعها التنقلات فترفده بمعارف من مناطق مختلفة من العالم: إنّه فرنسي نعم، لكنّه أيضاً سنغالي و«عاجي» ولبناني وكندي... وكان جريئاً عندما تحدث خلال العرض عن زوجته اليهودية التونسية الأصل، بينما استفاض في مديح فرنسا وما توفّره من أجواء انفتاح وحرية.
هكذا، خبر ياس الحياة في بيئة أمّه «المشغولة» بأولادها وخبر حياة صديقاتها اللبنانيات. وهو ابن تجربة فنية فرنسية الهوى والطابع والجنسية، كما أنه كبر في السنغال وكبر مع أبنائها... أما ساحل العاج فمثّل أيضاً تجربة غنية لتعدد الجاليات فيه. في الاسكتش الخاص برحلة الإجلاء، من المنازل إلى فندق استأجرته منظمة الأمم المتحدة... إلى مطار باريس، يتنقل ياس بخفة بين أشخاص من جنسيات مختلفة، بين لهجاتهم وأفكارهم وما يمكن أن يعكسه كلامهم وحركاتهم، عن ثقافتهم. وانتقل ياس من عشقه للمسرح إلى عشقه لكرة القدم وتحديداً ميشال بلاتيني، ومن مقاعد الدراسة إلى مقاعد افتراضيّة للمعلّقين على مباريات الرياضة.
العرض مسلّ وغني، وفق مقاييس عروض الـOne man show التي تتطلّب خفةً وذكاءً في «مخاطبة» الجمهور وحضوراً محبّباً للممثّل.


8:30 مساء اليوم ــــ «مسرح مونو» (بيروت) ــــ للاستعلام: 01/202422