اللقاء المسرحي الذي تنظمه الأكاديميّة المعروفة سنويّاً، موعد ينتظره طلاب المسرح ومحترفوه وهواته في بيروت... وقد بات يتسع لمختلف الأشكال الإبداعيّة
زينب مرعي
من 23 تموز (يوليو) الحالي حتى 30 منه، تَحتفي «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة» للسنة الثانية عشرة بفنون الفرجة ضمن «المهرجان الدولي للمسرح الجامعي». يضمّ المهرجان هذه السنة 200 طالب من ألمانيا، المغرب، الإمارات، الكويت وسوريا، فضلاً عن الجامعات اللّبنانية. أستاذة المسرح منى كنيعو العضوة في لجنة المهرجان ترى أنّ هذا اللّقاء ضروري لبناء شراكات مع المسرحيين حول العالم. ومع أنّ المشاركة تنحصر بالطلّاب الجامعيين، فإنّها فرصة كي يعود إلى الجامعة بعض المتخرّجين من خلال تقديم مسرحيّات يمثّلها الطلّاب، مثل مازن زهر الدين في «البجع الأسود» (29/ 7). تدور أحداث المسرحية في عام 2096، حيث تنفد مقوّمات الحياة لدى عشرة أشخاص يعيشون تحت الأرض، فيضطرون إلى الخروج للمرة الأولى. تضيف كنيعو إنّ الاهتمام بالمهرجان يزداد سنوياً، إن كان لجهة الطلّاب اللبنانيين أو الأجانب، لأنّ المسرح هو من أهم المساحات الفنيّة للتعبير عن النفس. ويضمّ المهرجان حفلتين موسيقيتين لـ cristobal (26/ 7) وHIP HOP session Zeineddine & Sharafeddine (28/ 7)، إلى جانب قراءات شعريّة Re-membering Beirut لزينة هاشم بك. تقول كنيعو إنّ التظاهرة المسرحيّة لا ترفض انضمام فنون أخرى إليها، بما أنّها كلّها وسائل للتعبير عن الذات ومشاغل الجماعة.

كازنتزاكيس وبنتر ويونسكو في ضيافة رويدا الغالي
وتحاول كنيعو مع زملائها في لجنة المهرجان (موريس معلوف، لينا أبيض، ناجي صوراتي وهالة المصري) اختيار أعمال بمستوى يليق بمهرجان عالمي. كما يحاولون أن يبرزوا فيه مختلف الثقافات والمدارس المسرحيّة، فيفضّلون التنويع في اختياراتهم. وتضيف إنّ المهرجان يحاول أن يضمّ كلّ سنة أعداداً أكبر من المشاركين، لكنّ «سمعة لبنان السيئة أمنياً، في الخارج، تعرقل محاولاتنا. في السنة الماضية، ألغى الوفدان الإنكليزي والقبرصي مشاركتهما في اللّحظة الأخيرة. وهذه السنة، تردّد الوفد الألماني كثيراً قبل أن يقرّر المشاركة، حتى العرب يتردّدون في المشاركة للأسباب الأمنيّة». مع ذلك، تبدو كنيعو راضية عن المشاركة في المهرجان الذي افتُتح بمسرحيّة «يا مرآتي، يا مرآتي» لطلّاب «الجامعة اللبنانية الأميركيّة». وقد قدّم هؤلاء نسخة كوميديّة وعصريّة مليئة «بالبوتوكس» وعمليّات الشدّ لمجموعة من الأساطير. الجديد في المهرجان هو عرضا «حيث لا نكون» (27/ 7) الهولندي و«سيركنا فلسطين» الفلسطيني اللبناني.
«حيث لا نكون» عبارة عن قراءة وأداء للفنانة لينا عيسى بالتعاون مع أيتانا كورديرو. العرض حكاية تبادل بين امرأتين، تُبرز الفوارق الشخصيّة والسياسية بينهما. هي محاولة للبحث في إمكان أن يضع المهاجر نفسه مكان ابن البلد وبالعكس، ويتشاركا الذكريات والتجارب. أمّا «سيركنا فلسطين» ففرقة محترفة يدرّبها فنانون عالميّون وقدّمت أمس عرض سيرك وورشة عمل بعنوان «السيرك ومهارات التهريج». بينما يقدّم طلّاب الجامعة اللبنانية مشروع دبلوم طلابياً من إشراف رويدا الغالي «تاريخ انتهاء الصلاحية» (26/ 7)، وتتألف المسرحية من ثلاثة نصوص: زوربا (نيكوس كازنتزاكيس)، «منظر طبيعي» (هارولد بنتر) و«سفاح بلا كراء» (يوجين يونسكو)، جرى مزجها وتوليفها في مسرحية جديدة توضح المختبر الإنساني الذي يعيشه المرء، محاولاً اكتشاف حقيقة وجوده وطبيعة علاقته بالآخر. أمّا المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، فيقدّم «نهارات الغفلة» (28/ 7) التي يعدّ فيها طلّاب مشاهد من مسرحيات تتحدث عن الخيانة. وخلال التدريب، تتداخل قصصهم الشخصيّة مع الأدوار التي يمثّلونها. ما يطرح أسئلة عن الممثل والدور، الفُصحى والعاميّة، عالم الواقع والوهم. أمّا المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، فيقدّم مسرحيّة محمد الماغوط الشهيرة «العصفور الأحدب» (28/ 7) وتعطي الكلمة للمساجين كي يرووا حكاياتهم.


حتى 30 تموز (يوليو) الحالي ــــ حرم الجامعة اللبنانية الأميركية (بيروت) ــــ للاستعلام: 01/786464
www.lau.edu.lb