بشير صفيريتزامن مساء اليوم حدثان موسيقيان في المهرجانات الصيفية. لكن الجمهور لن يحار في خياره بين «بيت الدين» التي تستضيف المؤلف الموسيقي اللبناني الأصل غبريال يارد و«بعلبك» التي تشعل ليلها أنغام الروك مع «ديب بربل»، والسبب هو اختلاف النمطين المطروحين في الحفلتين. غبريال يارد الذي سيقدّم أعماله للمرة الأولى في وطنه الأم، ارتبط اسمه بموسيقى الفن السابع خصوصاً. بدأ مسيرته من باريس، فعمل في السبعينيات على إعداد أعمال لرموز الأغنية الفرنسية الشعبية (الخفيفة والجادّة)، مثل جوني هاليداي وميراي ماتيو وشارل أزنافور... اتجه بعد هذه التجربة إلى عالم فني آخر، تختلف فيه مصادر الإلهام ووسائل التعبير. هكذا عمل على وضع الأشرطة الموسيقية الخاصة بالأفلام، مستمداً الخطوط الموجِّهة لمقطوعاته من الصورة والحركة والموضوع المتناول في العمل السينمائي. لكنه بقي مغموراً حتى أواسط التسعينيات عندما حاز الأوسكار عن موسيقى فيلم «المريض

غبريال يارد سيقدّم مقطوعات على البيانو و«ديب بربل» ستعيد الآباء إلى ذكريات المراهقة
الإنكليزي»، علماً بأنّ في رصيده موسيقى عشرات الأفلام، المرموقة منها والتجارية. مقابل هذه الهالة الكبيرة التي يحاط بها يارد، من واجبنا القول إن القيمة الفنية التي يراها فيه الجمهور مبالغ فيها بعض الشيء. يارد مؤلف يكتب موسيقى تُدرَج في خانة الكلاسيكي الخفيف، تسير من دون حافز متين، أي من دون أفكار موسيقية مميزة. وليست محطاتها اللافتة سوى لحظات أوركسترالية مضخَّمة، أو رومانسية (أعمال للبيانو) أو رعوية حالمة، لا هموم كبيرة فيها. وليارد مقطوعات جاز وروك، أو تصويرية من وحي موسيقى الشعوب والفولك. أما حفلته اليوم، فستكون كلاسيكية، يعزف فيها البيانو بمشاركة «أوركسترا مدينة بودابست» ومغنية سوبرانو.
من الشوف إلى البقاع حيث اللقاء الحدث مع «ديب بربل». الفرقة البريطانية ما زالت ناشطة منذ أكثر من أربعين عاماً. لكن نجمها أفل منذ عقدين، إذ اجتاحتها تيارات فنية شبابية، عرفت كيف تعبِّر عن هموم المراهقين بأسلوب يناسب العصر. أما الروك الصاخب الذي تنتجه «ديب بربل» فبات اليوم للذكرى. أغنيات يسمعها جيل الآباء لاستعادة ذكريات المراهقة.


غبريال يارد 8:30 مساء اليوم في «بيت الدين»، و Deep purple 7:30 مساء اليوم في «بعلبك» ــ للاستعلام: 01/999666