يعمل كل فنان على مشروعه في أحد أنحاء القرية الصغيرة. هناك مَن يحتل بستاناً صغيراً، وآخرون يشغلون غرفاً مهجورة في بيوت أثريّة. وأحدهم، الفيليبيني ماركوس سلفاتوس، احتل منزل مختار القرية: أقام مأدبة للسكّان تقليداً لطقس دينيّ أو قرويّ ووثّق الدعوة. وفي غرفة أخرى راح يتحدث عن العمالة الفيليبينيّة في الأردن: جاء بعربة بناء وملأها رملاً وأضاف إليها شجرة نخيل ورقيّة... فكرته أنّ «الأردن، رغم بيئته الصحراويّة، يُعَدّ فردوساً للفيليبينيين». وفي طرف الغرفة، كتب، تحت مكنسة، بالرمل Pamilya (عائلة بلغة التاغالوغ) «العاملة تكنّس من أجل عائلتها».
مهرت الوابي أنجزت شكلاً معمارياً أنثويّاً
ربما في حالة «شطنا، ورشة عمل الفنانين العالميّة»، لا يمكن أن نسمّي المعروضات فنّاً، رغم أن معظم الفنانين يصنفونها على أنها فنّ تجريبيّ. إنها تجربة إذاً... وهذا ما حصل لروميو غونغورا (غواتيمالا/ كندا) الذي أقام بين البدو ثلاثة أيام: رعى أغنامهم وتعلّم إشعال النار وإعداد الشاي... ارتدى الدشداشة والشماغ واكتسبت بشرته سمرة من سفحته الشمس في العراء. روميو أقام خيمة في القرية، ربط إليها بعض المعز ودعا الحضور إلى كأس شاي. ولاحقاً ستراه على حماره يقود قطيع المعز في أنحاء القرية. «تجربتي تتمحور حول مفهوم الهوية» يقول روميو «فهل إن ارتديتُ لباس البدو وعشت حياتهم، أصبح بدوياً؟». أما جانيت جاوسي (أفغانستان/ ألمانيا) ويمنى شلالا من لبنان، فأنجزتا مطبوعة «الغالي»، وثّقتا فيها أحب الأشياء الماديّة إلى قلوب أهل القرية. مهرت الوابي من إثيوبيا رأت أنّ الأردن يغلب على طابعه المعماري الذكوريّة: حوافّه حادة وقاسية، لذا اقترحت شكلاً معمارياً أنثويّاً ورسمت إسكتشات لأبنية مدوّرة «لتشعر المرأة بأنوثتها في المدينة».