رسوم ممهورة بمقاطع من قصيدة سان جون بيرس ترجمها أدونيس في السبعينيات
في الواقع، الشكل الذي ترسمه السعودي هو نفسه الذي تنحته. حتى إنها لا ترسم في خطوط، بل تنثر الحبر نثراً كأنّه ما يتناثر من الحجر أثناء النحت، الريشة هنا إزميل. والخط ليس موجوداً. وإذا كانت السعودي تضيف إلى أعمالها نص بيرس مكتوباً بسبع لغات، الإنكليزيّة، والفرنسيّة، الصينيّة، العربيّة، الإيطاليّة، والإسبانيّة، والروسيّة، والألمانية... فقد جاءت هذه الخطوط الخاصّة كأنّها حروف لغة ثامنة أيضاً. وإذا تقرأ هذا النص لبيرس، تشعر بأن القصيدة مكتوبة بلغة نحات أيضاً «صوت البشر في البشر، وصوت البرونز في البرونز، وفي مكان من العالم، حيث لم يكن صوت للسماء ولا حارس للعصر». أو في مقطع آخر «الحياة تصعد إلى ينابيعها، والصاعقة تلمّ أدواتها من المقالع المهجورة». مَن أكثر من منى السعودي يعرف المقالع المهجورة، وهي أول مكان تقصده في أي بلد تسافر إليه؟ في هذا المعرض، ترسم السعودي ولا تنسى أنها نحّاتة، ما زال مستطيلها مسكوناً بدائرة تبدو كزوبعة من غبار الطلع. عند مشاهدة اللوحات ستتذكر مباشرة أنّك رأيت هذه الأعمال على نحو آخر من قبل، حتى إنّها لتبدو اسكتشات لأعمال نحتيّة للفنانة.
حتى 31 الحالي ــــ في مشغل الفنانة (الوردية ــ بيروت): 03/473164