دعت صحيفة «جيروزاليم بوست» الحكومة الهولندية إلى وقف تمويلها للموقع العربي بعد نشره مقالاً انتقد انحياز «تقرير التنمية الإنسانية العربية» لإسرائيل

صباح أيوب
إسرائيل مستاءة من الإعلام العربي وغضبها انصبّ هذه المرّة على «منصّات» الموقع الإلكتروني المواكب لأوضاع الصحافة في العالم العربي. والسبب مقال نشره الموقع في 24 تموز (يوليو) 2009 الحالي بعنوان «تقرير التنمية الإنسانية العربية: الأمن أوّلاً والاحتلال آخراً» حمل توقيع ساسين كوزلي أحد كتّاب «منصّات». وتناول المقال ردات فعل المثقفين وذوي الاختصاص العرب على «تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009» وقد وردت في جلسات حوار في بيروت وفي صحف عربية مختلفة بينها «الأخبار».
رصدت «منصّات» آراء هؤلاء (مصطفى كامل السيّد، وسماح إدريس،

ركّزت الصحيفة على الاستخفاف برأي المثقفين العرب
ومنى الياسر وجوزف مسعد والزميل خالد صاغية) وجمعتها في مقال بيّن حجم الثُّغر الواردة في تقرير الأمم المتحدة ومدى تبنّيه مصطلحات ولغة تستخدمهما عادةً الولايات المتحدة وإسرائيل، ووضع الاحتلال في المرتبة الثامنة بين العوامل المهدّدة لأمن المواطن العربي. وختم الكاتب مقاله: «كمواطن لبناني وعربي، كثيراً ما شعرت بأنّ أكبر خطرين يتهدّدان أمني المباشر والاستراتيجي (...) هما الدين العام اللبناني (...) والاعتداءات الإسرائيلية (...) تقرير التنمية الإنسانية العربية 2009 لا يتّفق معي».
بعد ثلاثة أيام، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية افتتاحية تناولت فيها التقرير على طريقتها، فعرضت أبرز ما جاء فيه و«اجتهدت» قائلة إنّ «المواطن العربي يعاني أزمة هوية وطنية»، خالصةً إلى أنّ «السبب في تحوّل الشباب المصري (مثلاً) إلى التطرّف الديني هو أنهم تحت سنّ الـ 24» (!). كما وجّهت «عتباً» الى الحكومة الهولندية «بسبب تمويلها موقع «منصّات». ونقلت الصحيفة ما قاله كوزلي، معترضة على «موافقة» الكاتب على ما ورد على لسان الباحث جوزيف مسعد في سياق انتقاده للتقرير. ثم توجّهت الصحيفة إلى «دافعي الضرائب الهولنديين» قائلة: «شكراً، أموالكم تستخدم لتصوير إسرائيل كأفيون العرب».
«فوجئنا بدايةً برد فعل «جيروزاليم بوست» لأننا نقوم بعملنا المعتاد، ولم تكن إسرائيل الهدف وراء المقال» يقول ساسين كوزلي في اتصال مع «الأخبار». ويشير كوزلي إلى «إغفال الصحيفة لجوانب مهمة من التقرير ومن مقاله، والتركيز على الاستخفاف برأي المثقفين العرب، وتهديد الحكومة الهولندية».
«اعتادت اسرائيل إسكات الحكومات الغربية والعربية التي تنتقدها» يعلّق كاتب «منصات»، موكّداً أنّ «مموّلي الموقع لم يوجّهوا أي ملاحظة إليه». ويذكّر كوزلي أنّ «منصات» نشرت أخيراً مقالات «فضحت السياسات الإعلامية الإسرائيلية التي تعمل على تحويل إسرائيل إلى كيان مقبول وطبيعي في المنطقة». «هل بات ممنوعاً علينا الاهتمام بشؤون منطقتنا؟» يتساءل الكاتب الذي ردّ مفصلاً على الصحيفة الإسرائيليّة في مقال نشرته «منصات» (بالإنكليزية) بعنوان: «انصرفوا إلى احتلالكم، واتركوا لنا التنمية».
http://menassat.com