تونس ـــ نبيل درغوث
عاد مسرح «مدار» في قرطاج مرّة أخرى ليحتضن مختلف أشكال الفرجة والأعمال الإبداعية. إذ عرضَ أمس Hobb Story (الصورة) للمسرحي لطفي عاشور، ومعه الممثلون معز التومي وأنيسة داود وشاكرة الرماح وفاتن الرياحي وجوهر الباسطي. «حب ستوري» عمل فرجوي يتداخل فيه المسرح والسينما والموسيقى. نحن أمام تعبير فني جديد يجمع بين الجانب الدرامي والوثائقي من خلال مشاهد فيديو تعرض على شاشة عملاقة خلف ديكور خشبة المسرح. يسعى المخرج إلى إقامة حوار بين المسرح والسينما من خلال حضور مباشر للممثلين على الخشبة، ومن خلال الوسائل السمعية البصرية كالشهادات المصورة. يضاف إلى ذلك ديكور يعتمد على بعض المنحوتات التي تستحضر لحظة الخطيئة، أي قصّة آدم وحواء مع التفاحة المحرمة، ثمّ قصة شهرزاد وشهريار، وصولاً إلى عصرنا

يجمع المخرج التونسي بين الدرامي والوثائقي، ويطعّم المسرح بالفيديو والموسيقى
الحاضر. هنا، نستمع إلى اعترافات مصورة على الشاشة العملاقة تروي قصصاً تتعلق بالحياة العاطفية والجنسية بين الرجل والمرأة.
في عرضه هذا، يركّز لطفي عاشور على الصورة والموسيقى وعلى حضور الممثل ليعبر عن أحاسيس الجسد، معرّياً العديد من المواضيع المسكوت عنها في علاقة المرأة بالرجل. يقول المخرج عن عمله هذا: «هو تساؤل حول ما نبرزه من تحضُّر وتفتُّح، وما نعيشه في المقابل من تمسك بعادات وتقاليد متصلبة، ولا سيما في إطار مؤسسة الزواج».
المزج بين المسرح والسينما ليس بالغريب عن لطفي عاشور، فهو درس المسرح في «معهد الدراسات المسرحية» في باريس، حيث درس أيضاً الإخراج وإنتاج الأفلام الوثائقية. في فرنسا أيضاً، أدار مسرح مدينة غرونوبل لأربع سنوات. خلال مسيرته، أخرج العديد من المسرحيات في فرنسا وتونس ومصر ولبنان، كما أخرج أفلاماً سينمائية قصيرة مثل «العز» و«نفايات» وحصل على جوائز سينمائية. يقول الناقد محمد العباس: «ليس ثمة أسوار منيعة أو آليات تعمل داخل الشكل الفني تحول دون تداخل الأشكال الفنية وتمازجها». ويمثّل تداخل الخطابات الفنية وتوالدها بعضها من بعض في Hobb Story، إشكالاً بالنسبة إلى المتلقّي الذي اعتاد على أنماط فنية واضحة المعالم. وهذا ما يعترضنا أمام عمل لطفي عاشور هذا، فنجد صعوبة في تصنيفه: هل هو مسرحية أم شيء آخر؟