strong>محمد عبد الرحمن«الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها»، هذا المثل الشهير استخدمه النقاد مع معظم نجوم الكوميديا المصريين خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحديداً منذ انطلاق ظاهرة محمد هنيدي والراحل علاء ولي الدين وبعدهما محمد سعد الذين حققوا الملايين على شباك التذاكر. إذ تخطّت إيرادات فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» لهنيدي حاجز الثلاثين مليون جنيه (5 ملايين دولار)، وكذلك الأمر مع محمد سعد في فيلم «اللمبي». غير أنّ هذه الأسماء نفسها تعرّضت لنكسات متتالية. أما السبب، فيتعلّق طبعاً ببروز أسماء جديدة، وزيادة عدد الأفلام المنتجة سنوياً. لكن هذا ليس السبب الوحيد، بل يمكن القول إنّ هؤلاء النجوم وثقوا بقدراتهم ثقة عمياء دون وجود مقوّمات حقيقية لها، فانصرف الجمهور عنهم.
صحيح أن هنيدي عاد بقوة في «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، لكنه عاد خارج حلبة المنافسة، أي موسم الصيف، ولا يزال في حاجة إلى أفلام عدة بالمستوى نفسه كي يؤكد تجاوز الكبوة نهائياً. والأمر نفسه المطلوب من محمد سعد الذي لا يزال يبحث عن منتج لفيلمه المقبل.
كل ما سبق، جعل الاحتفاء بجديد أحمد حلمي يأخذ صورة غير مسبوقة في الصحافة المصرية مع أفلام النجوم الجدد. حلمي المختفي عن الأنظار قبل إطلاق فيلمه «ألف مبروك» وبعده، كان نجم غلاف ثلاث من أكبر المجلات المصرية خلال يومين فقط، وبعد أسبوع واحد من إطلاق الفيلم. إذ إن الممثل الشاب الذي قدم حتى الآن 17 فيلماً خلال 10 سنوات، بينها تسع بطولة مطلقة، نجح في الوفاء بوعده سريعاً. إذ عندما كان يُتّهم بأن أفلامه الأولى تقدم الضحك السطحي، كان يرد بأنه سيقدم مضموناً قوياً وعميقاً إلى جانب الكوميديا، يوم ينال الثقة التي حصدها عادل إمام. والأخير انتظر حتى تجاوز الخمسين من عمره قبل أن يقدّم سلسلة أفلامه المميزة مع وحيد حامد وشريف عرفة. بينما حلمي نجح في العامين الأخيرين بأن يفرض فلسفته هو على الجمهور ويحقق جوائز وإيرادات لم يتوقعها أحد.
إذاً لم يكن «آسف على الإزعاج» استثناءً. في هذا الفيلم، ظهر حلمي في دور شاب يتخيّل أن والده لا يزال على قيد الحياة. وفي «ألف مبروك» جاءت النهاية صادمة لجمهور النجم الذي لم يتوقّع وفاته في المشهد الأخير، رغم أن الوفاة نفسها كانت منطقية. إذ إنّ الفيلم يدور حول شاب أناني للغاية يتمنى ليلة زواجه أن يعيش 100 عام، لكنه يحلم بأنه يموت قبل الزفاف. ويتكرر الحلم مرات عدة حتى يدرك من خلاله صفاته السيئة... لكنّ النهاية الحزينة لم تمنع الجمهور من إعطاء حلمي عشرة ملايين جنيه (حوالى مليوني دولار) على الأقل في الأسبوع الأول، ليتخطى ما حققه «بوبوس» مثلاً على مدى شهر كامل، وليؤكد أن العلاقة بينه وبين الجمهور بلغت مرحلة من الثقة تجعله قادراً على المغامرة التي هرب منها كل أبناء جيله.


اقتباس ناجح