نبيل درغوثولد عتيق رحيمي (1962) في أفغانستان ليستقر في فرنسا بعد حصوله على اللجوء السياسي. وفي 2008، حاز جائزة «غونكور» عن «صخرة الصبر» التي كانت أوّل رواية يكتبها بالفرنسية. وقد سبقتها ثلاث روايات باللغة الفارسية هي «الأرض والرماد» و«ألف بيت من الأحلام والرعب» و«العودة الخيالية». قبيل سفره إلى مدينة كان الفرنسيّة، ليشارك في عضويّة لجنة التحكيم الدوليّة في المهرجان السينمائي الشهير، حلّ عتيق رحيمي ضيفاً على تونس حيث شارك في لقاء جمعه بإعلاميين وكتّاب وقرّاء. وكانت أوّل الأسئلة التي طرحت عليه تتعلّق بـ«غونكور»، فبعضهم يذهب إلى أنّ الجائزة تمنح لاعتبارات سياسية. أجاب رحيمي بأن هذا يقال عن جميع الجوائز العالمية بما فيها «نوبل»، فالحاصل على هذه الجوائز يمتلك نظرته الخاصة إلى العالم وقد ناضل من أجلها. كما أنّه يكون أحياناً قادماً من بلد ذاق أهله ويلات الغزوات، سواء في الماضي أو الحاضر. وأضاف رحيمي «أعتقد أن كل كتابة هي بالضرورة فعل مسيّس».
وعن أسباب كتابة روايته «صخرة الصبر» باللغة الفرنسية عوضاً عن الفارسية، قال: «حين أردت أن أكتب رواية «صخرة الصبر»، اصطدمت بأن اللغة الأم هي التي نتعلم بها المحظورات، وخصوصاً اللفظية منها. لذا، حين أردت أن أكتب عن جسد المرأة والجنس وجدتني غير قادر على استعمال اللغة الفارسية. هكذا، استعرت الفرنسية فكتبت بها أول جملة وواصلت وتمكنت من خلالها من الحكي بطلاقة وسهولة عن المحظورات». أمّا عن أسلوب كتابته الروائية التي تتبع تقنيات الكتابة السينمائية، فذكر أنّه في الأصل متخصّص في الإخراج السينمائي من جامعة السوربون، لذا من الطبيعي توظيف هذا الفن في كتابة رواياته. وتحدّث عن أحداث روايته «صخرة الصبر» بأنّها حقيقية مستمدة من الواقع «كتبت الرواية بعدما وقع حادث رهيب في أفغانستان حيث قتلت شاعرة شابة على يد زوجها لأنه اتهمها بالخروج عن حدود المسموح واقتحام المحرمات».