الرياض ــــ حسين السكافصحيح أنّ الوجوه المعروضة يغلّفها الصمت، صمت منكسر تفصح عنه الملامح البشرية وبرودة الخلفيات وصمتها، إلا أنّ هذا الصمت يشير إلى غضب عارم ورغبة في ثورة صاخبة محتجة على واقع مأساوي معيش، تجرعت مرارته تلك الشخصيات.
حنان باحمدان هي تلميذة الفنان المصري محمد صبري (1925)، درست على يده تقنيات فن الباستيل. من هنا، قد يجد الزائر في عنوان المعرض بعض المحاكاة لسلسلة أعمال صبري «العالم في عيون هؤلاء» التي نفذها عام 1948 برؤية فنية خاصة تعتمد على خصوصية الزاوية التي تظهر التكوين وتوزيع الإضاءة. وهذا ما نجده بالفعل في لوحات باحمدان.
يكتسب المعرض أهمية مضافة تأتي من الظرف الاستثنائي الذي يقام فيه. إذ تزامن مع مطالبة مجموعة سعودية مؤلفة من تسع تشكيليات المؤسسات الرسمية بتقديم الدعم لهنّ. أما غاليري «حوار» التي تحتضن «وجوه منسيّة»، فتأسست منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي تسعى ــــ إضافة إلى تنشيط الحركة التشكيلية في المملكة ــــ إلى اقتناء مجموعة للفن التشكيلي العربي الحديث، تمهيداً لإقامة متحف في الرياض. ومعرض حنان باحمدان يستمرّ في «حوار» حتى 24 الحالي، وقد خُصص يوم الثلاثاء من كل أسبوع للنساء فقط!