strong>ليال حدادنكبة 1948 ثمّ نكسة 1967، فـ«حرب أكتوبر» 1973... وصولاً إلى عدوان غزة الأخير، تنتقل كاميرا المخرج محمد دبوق بين كل هذه التواريخ، في الشريط الوثائقي «الانحدار» الذي يُعرض مساء الليلة على قناة «المنار». خمسون دقيقة ستختصر للمشاهد تاريخ إسرائيل، منذ نشوئها حتى «شبه الهزيمة» الأولى عام 1973، فالهزيمة الكبرى في تموز (يوليو) 2006، ثمّ في غزة 2008. «الشريط هو رسم بياني يوضح للمشاهد بداية الانحدار الصهيوني منذ حرب أكتوبر» يقول مخرج العمل محمد دبوق لـ«الأخبار».
يستند الشريط إلى صور الأرشيف التي توثّق كل مرحلة من المراحل السبع التي يمرّ عليها العمل، إضافةً إلى أشرطة فيديو لكل الحروب العربية ـــــ الإسرائيلية. أما التحليل العسكري والسياسي، فسيكون لضباط ومحلّلين من مراكز الدراسات، أبرزهم العمداء رزق الياس من سوريا، ووليد سكرية وأمين حطيط من لبنان. يشرح دبوق أن العمل تفادى الدخول في «المطبّات» السياسية، فلم يتحدّث إلى أي طرف سياسي شارك في الحروب المذكورة. ولكن رغم الاستعانة بعدد من الخبراء، يصرّ دبوق على أن الشريط ليس تحليلياً بقدر ما هو عملية رصد وعرض لواحد وستين عاماً من الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
لكن هل حقاً بدأت نهاية إسرائيل؟ «قال بن غوريون ذات يوم إنّه بإمكان إسرائيل أنّ تربح خمسين حرباً لكنها لو خسرت حرباً واحدة فذلك يعني زوالها»، يستشهد دبوق بما قاله أول رئيس حكومة إسرائيلي، ليؤكّد أن نهاية الكيان الإسرائيلي أصبحت قريبة.
لكن الشريط يسلّط الضوء أيضاً على تخاذل العرب وتقاعسهم عن الاستفادة من حرب 1973 وما تلاها بسبب لجوء مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثمّ بعض الدول العربية إلى اتفاقيات سلام.
وبعيداً عن مضمون الشريط، فإنّ الحملة الإعلانية للعمل التي بدأت قبل أيام قد تطرح علامات استفهام عن توقيت عرضه، وخصوصاً في ظلّ زحمة البرامج الانتخابية على كل القنوات اللبنانية. ينفي دبوق أن يكون التوقيت هدفه استنهاض همة الناخبين في مناطق المواجهة، أي في الجنوب وأجزاء من البقاع، بل يبدو السبب أبعد من ذلك، وهو «المناورات العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية ـــــ الفلسطينية» التي بدأت الأحد الماضي وانتهت أمس.

الليلة 20:30 على «المنار»


الخراب الثالث