حمامة السينما الوديعة» في الستينيات ما زالت حاضرة على الشاشة من خلال نصوص تكفل لها الصمود والمنافسة. وها هي تتحضّر اليوم لدخول الاستديو مع «وتفتحت الزهور» لكنّها لن تخوض الصراع الدرامي
باسم الحكيم
جيل الروّاد الغائب عن الشاشة، يكسره وجود الممثلة القديرة سميرة أحمد شبه الدائم في الدراما الرمضانيّة. وبينما يكتفي كبار الممثلين بإطلالات خجولة في المسلسلات، ويعتذر آخرون عن عدم المشاركة وآخرهم كمال الشنّاوي الذي اعتذر عن مسلسل «ابن الأرندلي»، تحرص النجمة المصريّة على اختيار نصوص دراميّة تكفل لها الصمود والمنافسة في أعمالها رغم كثافة الإنتاجات المصريّة والسوريّة والخليجيّة و... اللبنانيّة. صورة «حمامة السينما الوديعة»، وهو اللقب الذي أطلق عليها في الستينيات، حاضرة على الشاشة دوماً منذ عشر سنوات وأكثر مع مسلسلات «ضد التيّار»، «امرأة من زمن الحب»، «أميرة في عابدين»، «يا ورد مين يشتريك»، «أحلام في البوابة»، «دعوة فرح» وأخيراً «جدار القلب» الذي قدّمته في الموسم الماضي. وها هي الآن، تأخذ قسطاً من الراحة، قبل أن تدخل مجدداً الاستديوهات، لتصوير دورها في المسلسل الجديد/ القديم «وتفتحت الزهور» كتابة يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر وإنتاج صفوت غطّاس، وهو الجزء الثاني من مسلسل «غداً تتفتح الزهور» الذي قدمته قبل ربع قرن بمشاركة محمود ياسين وجميل راتب والراحل صلاح قابيل، وكتبه يومها السيناريست الراحل يوسف عوف (زوج شقيقتها الممثلة خيريّة أحمد).
تكشف سميرة أحمد أنّ نص الكاتب يوسف معاطي ما زال يحتاج بعض الوقت ليكون جاهزاً، ثم عمليّات التصوير والمونتاج والميكساج مع المخرج أحمد صقر لن تنجز كما يجب، إذا قرر فريق العمل الدخول في سباق مع الزمن لإنجازه قبل منتصف آب (أغسطس) المقبل، موعد شهر رمضان. لكنّها تفضّل ألا تكرّر «التجربة السيئة» مع مسلسل «دعوة فرح» الذي بدأت تصويره قبل انتهاء السيناريست من كتابة كامل حلقاته. وتوضح أنها لم تكن راضية عن نتيجته «رغم أنني كنت متشوقة لتجسيد شخصيتي توأم، إلا أن المعالجة لم تعجبني، وأعترف بأنني أخطأت لأني وافقت على السيناريو قبل أن يكتمل، لأنني اعتقدت أن الكاتب أحمد عبد الفتاح وهو من متخرجي معهد الفنون المسرحية، لن يخذلني في أولى كتاباته للتلفزيون. لكن مع الأسف، «ما كنش الشغل ميّة ميّة» لذا أكرّر اعتذاري من جمهوري».
هذه الخطوة غير الناضجة، لم تثنها عن الرهان مجدداً على الوجوه الجديدة. سميرة أحمد، اختارت منذ «ضد التيار» و«امرأة من زمن الحب»، وجوهاً شابة صاروا اليوم «نجوم شباك» بينهم منى زكي، كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز، كما راهنت على حنان ترك في دور مميّز في «أميرة في عابدين»، وكذلك على فتحي عبد الوهاب وإيمان العاصي، «أنا سعيدة وفخورة بكل هؤلاء النجوم الشباب» تشرح: «يجب ألا ينقطع رفد الدراما بدماء جديدة، لكن علينا أن نراعي الدقّة في الاختيارات».
ونعود إلى مسلسل «وتفتحت الزهور»، تسارع إلى التأكيد أنّ العمل ليس الجزء الثاني من «غداً تتفتح الزهور»، «بل هو رواية ثانية مع الأبطال أنفسهم، نهديها إلى روح كاتب العمل الأول يوسف عوف». ولأن العمل يحمل توقيع الكاتب يوسف معاطي، فهل سيحمل النفحة الكوميديّة التي يضمّنها معظم أعماله؟ تعتبر أحمد أنّ «هذا رهاني أيضاً، لأني سأقدم شخصيّة امرأة عصبيّة في عمل «لايت كوميدي». وتضيف أحمد أنّه «بعد مرور 25 سنة على عرض العمل، ما زالت أغنياته الشعبيّة كأغنية «زوبة» تذاع أحياناً. وقبل عرض الحلقات الجديدة في رمضان 2010، سنقدم العمل الأول مضغوطاً في 5 أو 6 حلقات، هديّة إلى المحطات لعرضه قبل الجزء الجديد، وستعاد الأغنيات بأصواتنا وصورتنا اليوم». هنا يعود محمود ياسين وجميل راتب، بينما سيتغيّر الأبناء، «لأن الأولاد كبروا ولم يحترفوا التمثيل، وسيتزوج أحد أبنائي من لبنانيّة، أي أن العمل سيطعّم بالعنصر اللبناني». وتستكمل الأحداث بعد مرور السنوات، فيحال محمود ياسين على التقاعد كمدرس، وأنا أنهي عملي في الشركة، ولن أعيش مع أولادي الذين أسّس كل منهم عائلته».
وتعلن أحمد أنها لن تخوض الصراع الدرامي هذا العام «لأنني أريد تقديم عمل بمستوى لائق»، وستترك الساحة لعشرات المسلسلات التي ستتنافس في شهر التخمة الدراميّة. إذ ترى أنّ «كثافة المشاهدة، هي التي تحمسنا على إنجاز أعمالنا لهذا الشهر، لكنّ الواقع أنّ المشاهد صار يعاني تخمة دراميّة. واليوم تنضم الدراما التركيّة إلى الخريطة، وتعود الدراما اللبنانيّة أيضاً إلى ساحة المنافسة». وهنا، تذكّر بأنها هي التي اختارت كارمن لبّس للمشاركة في مسلسل «البوابة الثانية»، قبل اختيار الممثلة اللبنانية لمسلسلي «أبو ضحكة جنان» و«الهروب من الغرب».
وماذا عن دور الشريرة الذي قاطعته بعد فيلم «غراميات امرأة» مع سعاد حسني؟ «مش هعمل شريرة»، هذه العبارة تكرّرها مراراً سميرة أحمد. وهل يمتنع الممثل عن أداء الأدوار الشريرة ليحافظ على صورة ناصعة في عيون جماهيره؟ تجيب: «الفكرة أن المشاهد يصدّق. وبعد عرض الفيلم الشهير، لاحظت أن الناس انزعجوا منّي، وصدقوا أنني ضربت سعاد ولم يتقبّلوني، ومنذ ذلك الوقت حرّمت أعمل شريرة».


ممثلة الأسرة