strong>سناء الخوريمن قال إنّ الجمهور اللبناني في غربة عن الرقص المعاصر؟ الإقبال الكثيف على «ملتقى بيروت للرقص المعاصر الخامس ــــ BIPOD 09» أخذ السؤال في اتجاه آخر. إذ إنّ حسابات البيدر فاجأت عمر راجح وفرقته «مقامات» منظّمة الملتقى، بعدما كشفت أن 6 آلاف متفرج حضروا العروض، أي ضعف العام الماضي. هكذا، تدخل الفرقة مشروعها الجديد بمعنويات مرتفعة: مدرسة للرقص المعاصر في بيروت، في تجربة احترافيّة هي الأولى من نوعها في لبنان. «مدرسة بيروت للرقص المعاصر ـــــ تكوين» يريدها المنظّمون برنامج تدريب يمتدّ بين الأول من آب (أغسطس) وآخر تشرين الأول (أكتوبر)، حيث سيُشرف راقصون ومصممو رقص عالميون على تدريب «تلاميذهم» في استوديو «مقامات» في الحمراء.
الانتساب إلى المدرسة سيقتصر على من اختار الرقص المعاصر مهنةً، ويملك خبرة في مجال الرقص وتصميمه. ستمثّل «تكوين»، كما يشرح عمر راجح، «مرحلة تدريب وتمرين كافية لنقل المشاركين إلى الاحتراف». ومن بين الذين سيتقدّمون بطلبات انتساب قبل 20 الحالي، ستختار لجنة متخصصة لم تحدد معالمها بعد، 12 أو 14 اسماً فقط. بإشراف الأساتذة ذوي الخبرة الواسعة، سيخضع المشاركون لبرنامج مكثّف يحوي منهاجاً تقنياً يعتمد على التمرينات الجسديّة، ومنهاجاً لتدريس كيفية خلق العرض وتركيبه وإعطاء الأسس النظريّة للتصميم. هذا إضافةً إلى منهاج نظري عن تاريخ الرقص والتحليل الحركي. كذلك يتضمن البرنامج صفوفاً تراوح بين المسرح وعلاقة الرقص بالتكنولوجيا والموسيقى والـ«فيديو آرت». المشروع الطموح من تمويل «معهد غوته» و«المركز الدنماركي للثقافة والتنمية» و«السفارة النروجية»، وسيحصل التلاميذ على تغطية مادية كاملة لإقامتهم في بيروت، وخصوصاً أنّ الاختيار قد يشمل مشاركين من فلسطين وسوريا والأردن وغيرها.
دور «تكوين» يذهب أبعد من توفير دعم إنتاجي للراقصين الشباب، كما يؤكد عمر راجح. «نهدف إلى تنمية القدرات التقنيّة والوصول إلى مستوى فنّي عالٍ، يكون الراقص فيه قادراً على النهوض بعروض حقيقية». بعد انتهاء الصفوف، تُختار مجموعة الراقصين لتتابع برنامج التدريب في مراحل متقدمة في ألمانيا والدنمارك وهولندا.
لكن ما هي آفاق هذه التجربة؟ هل سيجد المتخرجون من «تكوين» فرص عمل في المهرجانات العربية التي يغيب عنها الرقص المعاصر؟ «نحن نسأل دائماً عن علاقة الرقص المعاصر بالبيئة المحيطة به، وتحديداً في العالم العربي»، يقول راجح. «نسعى إلى بناء تقليد في الرقص المعاصر من دون أي إسقاطات فكريّة أو تقنيّة. كان علينا البدء من مكان ما. ونترك للوقت أن يقرر ما ستكون عليه مكانة هذا الفنّ».
www.maqamat.org