سامر المصري يردّ على استبعاده من «باب الحارة» بمسلسل «الشام العدية» الذي سيجمع كوكبة من نجوم الدراما السورية على رأسهم بسام كوسا وعباس النوري وسيُعرض في رمضان
وسام كنعان
مخيّلة مسلسل «باب الحارة» خصبة إلى درجة تؤهلها لتقديم دقائق وثائقية معدودة عن دمشق، لكنّها صارت على مقربة من دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بعدد أجزائها عن الشام، وبصورة تكاد تشوه هذه المدينة وتظهرها خالية من الثقافة، متصالحة مع تقاليد الجهل والتبعيّة والذكوريّة. على رغم ذلك، تحوّل «باب الحارة» إلى ظاهرة تحقّق حضوراً أقوى وأثراً أبلغ من قضايا الأمة العربية: بيانات متلاحقة، مؤتمرات صحافية، انسحاب ممثلين، واستبعاد آخرين... ثم اتهامات ومهاترات وشتائم على خلفية المعارك الدائرة بين المخرج بسام الملا وممثليه، هل هذا الميت يستحقّ كل هذا النواح؟
قبل أيّام، فجّر الملا قنبلة جديدة، مفادها استبعاد سامر المصري (عكيد الحارة) بعدما «خان القيم التي تمثّلها شخصيّة أبو شهاب وما تحمله من قيم الشهامة والمروءة» على حدّ تعبير بسّام الملا. كل ذلك حدث بعد عرض الإعلان التجاري العائد إلى شركة الاتصالات «زين» الراعية لمسلسل «باب الحارة»! الإعلان يظهر أبو شهاب مستبدلاً خنجره بوردة حمراء، لتنهار قسوته عند أعتاب فتاة يعشقها، وهي ليست زوجته (ربما هذه هي الخيانة التي قصدها المخرج، إذ يعشق العكيد فتاةً غير زوجته «شريفة»!) ويقدّم لها الوردة ليظهر حبّه ويحتفل معه كل أهالي الحارة.
سامر المصري كشف لـ«الأخبار» أنّه وقّع عقداً مع الملا، يمنعه من تصوير أي عمل شامي آخر أو إعلان تجاري، إلا أنّه صوّر إعلان «زين» قبل توقيع العقد مع الملا. واعتبر المصري أنّ «المخرج أراد إثارة مشكلة لاستبعادي من العمل، وفاجأته بقبولي توقيع العقد، لكن بعد تصوير إعلان الشركة الراعية لـ«باب الحارة»، وهو أمر يصب في مصلحة العمل. مع ذلك، حاول الملاّ إيقاف الإعلان لكنّه فشل». ورداً على اتهامه بخيانة الأمانة، قال المصري: «سأترفع عن المهاترات وتبادل الشتائم، والدخول في معارك لا تصب في مصلحة أحد»، وكشف المصري أنّه سيعقد مؤتمراً صحافياً، يثبت فيه بالوثائق خيانة الملا خلال تنفيذ العمل على أكثر من جهة (هل يلمح المصري إلى الموضوع الإنتاجي على اعتبار أنّ الملا هو المكلف من mbc بمهمات المنتج المنفّذ؟) ورجّح ألا تكون المحطة راضية عن إقصائه.
خلال المؤتمر الصحافي، خرج الملا عن صمته وعزا استبعاد شخصية العكيد أبو شهاب إلى «الضرورات الدراميّة»، نافياً أنّه عمِل على استبعاد أي ممثل أو اختلف مع أحد بسبب الأجر. وأعرب عن تخوّفه من أن يخلط المشاهد بين المواصفات الأخلاقيّة والإنسانية والوطنية لـ«أبو شهاب»، فيما يخترق الحلقات «أبو شهاب» آخر (في إشارة إلى إعلان «زين») بشكل لسنا مسؤولين عنه». واستغل الملا المناسبة، ليتودد إلى عباس النوري، أول المستبعدين، ووصف خلافهما بأنه «خلاف رجل لرجل».
إذاً، بعد صمت طويل، تكلم الملاّ أخيراً، وأكد أنّه لن يوصد باب حارته في وجه الصحافيين، كما فعل على مدار الأجزاء الثلاثة الماضية. وكشف عن تصوير الجزء الخامس فور انتهائه من تصوير الجزء الحالي الذي سيغيب عنه بعض الشخصيات لضرورات درامية، كما برّر لبعض الممثلين أسباب انسحابهم بالمقنع، بينما وصف أسباب اعتذار آخرين بغير المقنعة. ويشهد الجزء الرابع عودة الممثلة القديرة منى واصف التي أطلّت في دور المشعوذة في الجزء الثاني، ورامز عطا الله ورامز أسود، إضافة إلى دخول فايز قزق، مصطفى الخاني، جمال قبش، نوار بلبل، طارق صباغ وسواهم... كما رشّح الملا أنطوان كرباج لإحدى الشخصيات، غير أنّ الممثل اللبناني اعتذر بحجة أنّ مساحة الدور لا تناسبه. وكشف الملاّ أيضاً عن حارات جديدة تفرضها الأحداث في محاور وطنية، تعطي للعمل طابعاً ثوريّاً أكثر منه اجتماعيّاً».
وبالعودة إلى الصورة التي يقدّمها «باب الحارة» وسواه من الأعمال عن الشام، فالمنافسة ستستمر لتقديم صورة لا نعرف مرجعيتها ومدى صدقيتها، في وقت تنصل فيه بعض الكتاب أمثال نجيب نصير وأمل حنا من أي مسؤولية تجاه ما يحدث لشامهم في تلك الدراما، ويرون أن الدراما الشامية تحتاج إلى معرفة عميقة ووثائق تستند إلى الكتابة مثلما حصل مع الكاتب فؤاد حميرة في «الحصرم الشامي».
يبقى أنّ سامر المصري وعد الجمهور بتقديم عمل شامي من إنتاج شركته الخاصة «ورد» باسم «الشام العدية». وكشف أنّه سيعرض في رمضان المقبل، وسيجمع كوكبة من نجوم الدراما السورية على رأسهم بسام كوسا وعباس النوري الذي يجري الاتفاق معه حالياً. وفضل المصري الكشف عن تفاصيل العمل حتى انعقاد المؤتمر الصحافي خلال الأيّام القليلة المقبلة.