صراع على القمة وخوف من زوال النجومية. هكذا يمكن تلخيص المنافسة الشديدة التي تشهدها الساحة الفنية اليوم مع عملية خلط أوراق وصراع محتدم بين شركات الإنتاج
نغم يوسف
لم يشهد الوسط الفنّي، سواء في لبنان أو في العالم العربي، صراعاً شرساً بين أبناء المهنة الواحدة كالذي نراه هذه الأيام. وربما يمثّل الثنائي تامر حسني وعمرو دياب ومنافستهما المحمومة للفوز بلقب «الأول» في عالم الغناء، خير مثال على ذلك.
لقب «مطرب الجيل» الذي حصل عليه تامر حسني بات هاجساً عند «الهضبة» عمرو دياب، حتى قيل إنّ الأخير هو مَن أقفل أبواب «روتانا» في وجه تامر حسني الذي صرّح خلال مشاركته في فعاليات «ليالي فبراير» في الكويت بأنّ التفاوض مع الشركة السعودية وصل إلى مراحل متقدمة. وإذا بتامر حسني يوقّع عقداً للإنتاج وإدارة الأعمال مع شركة «عالم الفن»، كما سيقدّم برنامجاً تلفزيونيّاً يروي فيه سيرته الفنية والشخصية على غرار عمرو دياب في برنامج «الحلم» على شاشة «روتانا».
قبل ذلك، تقاسم تامر حسني إعلان «بيبسي» مع عمرو دياب الذي يُعدّ وجهها الإعلاني الرجالي الوحيد في العالم العربي.
ولم تمتثل الشركة لتهديد دياب بعدم تجديد عقده معها إذا وقّعت مع أي فنان آخر. شعبيّة تامر حسني التي تزداد يوماً بعد يوم جعلتها تضرب عرض الحائط بهذا الشرط. ماذا سيكون رد فعل عمرو دياب حينما يعرف بهذه المفاجأة؟ وهل يمثّل هذا الإعلان ضربةً قويّةً لـ«الهضبة» الذي استطاع إخراج تامر حسني من «روتانا» من دون أي ضجيج يُذكر؟
أما الصراع الثاني فتخوضه إليسا! المغنية اللبنانيّة تتعامل مع الجميع على أساس أنّها النجمة الأولى في لبنان والعالم العربي، إلا أنّ الصحف المغربيّة أكّدت أن إليسا ليست الملكة التي يفترض أنّها أجمل مَن يغني الرومانسية، إذ إنّ حفلتها الأخيرة في مراكش فشلت في استقطاب الجمهور، ولم يتجاوز الحضور 700 متفرج، فيما يتّسع ملعب الحارثي في المدينة لنحو30 ألفاً.
في الوقت نفسه، حالة انتقال تجري بهدوء، بعيداً عن صخب الإعلام والأضواء، من قبل فنان لُقِّب بالـ«بوب ستار»، واعتُبر رمزاً جنسياً للكثير من المراهقات. إنّه رامي عياش الذي ذاق طعم النجومية حتى الثمالة منذ بضع سنوات، وإذا به يجد نفسه قبل حوالى عام أمام أزمة حقيقيّة، بدأت بخلافه مع شركة «روتانا»، ومحاولته الاستقلال على غرار الـ«سوبر ستار» راغب علامة. وها هو يدخل في مفاوضات هادئة وبعيدة عن الأضواء مع شركة «ميلودي ميوزيك» من أجل الانضمام إليها. في هذا الوقت، صرّح مصدر مقرّب من شركة Music Is My Life التي تدير أعمال ميريام فارس، مروان خوري، يارا وغيرهم من الفنانين، أنّ رامي عياش وقّع فعلاً مع الشركة، وما هي إلا أيام حتى يُعلن انضمام رامي إليها. ومن المعروف أنّ علاقة وثيقة تربط بين إدارة الشركتين ومعظم الفنانين التي تتولى «ميوزيك إذ ماي لايف» إدارة أعمالهم، وتقوم «ميلودي» بالإنتاج لهم باستثناء الفنان مروان خوري التي تشهد علاقته بـ«روتانا» حالياً حالة هدنة موقتة. إلا أن عرض الانضمام إلى «ميلودي» سيكون جاهزاً على الطاولة فور اتضاح العلاقة بين الطرفين، وربما تكون أغنية «أمل» التي كتبها ولحّنها مروان خوري للمطربة وردة هي بمثابة الطعم الذي استخدمته «روتانا» للمحافظة على مروان خوري حتّى هذه اللحظة.
هل يكون رامي عياش هو الردّ العملي من «ميلودي» على سحب عرضها لوائل كفوري الذي أوشك على الانضمام إليها، وخصوصاً بعد عدم التزام الأخير بتاريخ توقيع العقد في القاهرة، ومحاولته التهرّب من بند أن تحظى «ميلودي» بحصة من أرباح حفلاته في المغرب العربي. وهو الأمر الذي رفضه كفوري شكلاً ومضموناً. ويأتي بعد ذلك تضارب المواعيد بين صاحب «ميلودي» جمال مروان ووائل كفوري، ثم محاولة الشركة التواصل مع كفوري مجدداً من خلال المحامين الذين اصطدموا بإهمال الفنان اللبناني. وعلى رغم أنّ هذا الإهمال قد لا يكون متعمّداً، إلا أنّه من طبيعة وائل كفوري.
يبقى أن الصراع بين «ميلودي» و«روتانا» لا يستفيد منه سوى النجوم. على سبيل المثال، استطاع جورج وسوف ـــــ من خلال دعوة جمال مروان إلى العشاء ـــــ ابتزاز مدير شركة «روتانا» للصوتيات، سالم الهندي، فنيّاً، وجعله يرضخ لشروطه. فقد أوصل «سلطان الطرب» إلى الهندي خبراً مفاده أنّ وسوف ومروان موجودان معاً في هذه اللحظات، فبادر الهندي إلى الاتصال بـ«الوسوف» مبدياً كل رغبة في قبول شروطه كلها، فيما كانت تشهد العلاقة بين وسوف و«روتانا» انتكاسات عديدة. حتى إنّ «الوسوف» لم يُخفها أبداً، بينما كان الهندي يؤكد باستمرار أنّ «سلطان الطرب» لن يخرج من «روتانا».


عودة باسم فغالي

ضمن حملة الانتقال من شركة إنتاج إلى أخرى، قرّر الفنان باسم فغالي (الصورة) ــ بعد أكثر من 12 عاماً من التعاون مع مكتب «استديو الفن» ــ فك الارتباط مع مُكتشفه سيمون أسمر والتعاون مع شركة Music Is My Life من خلال مدير أعماله الجديد باسم عساف. فغالي لم يترك سيمون أسمر من دون مشاكل. العلاقة المتوترة بينهما كادت تصل إلى أروقة المحاكم، لولا مدير أعماله الجديد الذي فضّل أن يجري الانتقال من دون مشاكل لما لأسمر من تاريخ في صناعة النجوم في لبنان. وأوّل نشاطات فغالي هو مشاركته في حفلة الـ«موريكس دور» التي ستقام في 19 الحالي، وتقليد شخصيات عدّة أبرزها الوليد بن طلال والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.