هذا لوني وأنا أولى به» هكذا ترد المغنيّة اللبنانية على منتقدي ألبومها الجديد «خليني شوفك» وتؤكّد أنّها لا تخاف من الجرأة التي اتّسمت بها إحدى أغنيات العمل
ربى صالح
على تلّة في منطقة المنصورية في المتن، تعيش نجوى كرم مع أهلها حالياً، راضيةً لا بل سعيدة بالأصداء التي سمعتها عن ألبومها الجديد «خليني شوفك». الألبوم يحمل إذاً عنوان الأغنية (خليني شوفك بالليل) التي كتبها حسين إسماعيل ولحّنها وسام الأمير. وعلى رغم ما قيل عن أنّ الأغنية تشبه الفولكلور الذي اعتاده الجمهور من ملحم زين وفارس كرم، إلا أنّ كرم تدافع عن خيارها وتقول: «هذا لوني وأنا أولى به». وعن تعاملها مع الموزّع روجيه خوري ـــــ الذي وزّع أغاني فارس كرم ـــــ تعتبر نجوى بأنّ خوري «موزّع ذكي في اللون اللبناني وأنا تابعته منذ نجاحه في «استديو الفنّ». أظّن أن جمل التوزيع قريبة من الناس وهذا هو المهمّ».
ما إن بدأت الإذاعات تبثّ الأغنية حتى صدرت الآراء المختلفة حولها. ولعلّ أبرزها ما قيل، هو مضمون الكلمات الجريء جداً. لا تنفي كرم ذلك، تقول: «نعم موضوع الأغنية جريء، وهذه هي الحقيقة، لكن ممَ عليّ أن أخاف؟ أصدقائي أعجبوا بها وأحبوها، وأظن أن رأي الجمهور سيكون مشابهاً لرأيهم». وتشرح كرم هذه الجرأة مشيرةً إلى أنّها حاولت بذلك تخطّي خجلها. ولكن رغم خجلها، يبدو نضوجها الفنّي واضحاً، وخصوصاً إذا قارنّاه بما يحصل على الساحة الغنائية حالياً. وانطلاقاً من هذا النضج، لا تتردّد في القول إن الفنّ كان بالنسبة إليها خلال السنوات الـ 15 الماضية... هوايةً «لم أكن أستطيع حمل السلاح، لكنّني خضتُ حرباً انتصاراً للأغنية اللبنانية».
وكانت كرم قد صوّرت «خليني شوفك» على طريقة الفيديو كليب في مدينة صور الجنوبية تحت إشراف المخرج يحيى سعادة، رغم ما يتردّد عن أنّ سعادة يلجأ غالباً إلى الإغراء «هذه صورتي أمام الجمهور. في النهاية كلمة الفصل تعود لي».
إضافة إلى روجيه خوري، تعاونت كرم في ألبومها الأخير الذي يحوي 8 أغنيات، مع عدد من الموزّعين المصريين. طبعاً هذا ليس التعاون الأوّل بينها وبينهم، لكنها هذه المرة اختارت أمير محروس الذي وزّع أغنية «حرامي» بطريقة تتماشى مع خطّها الغنائي اللبناني.
من المتوقّع إذاً، أن يلاقي الألبوم الجديد نجاحاً كبيراً، وخصوصاً أنّ «روتانا» قد جنّدت كل إمكاناتها لإصداره. «للشركة الحقّ بالاهتمام بالعمل، وأنا لست متطلّبة لكنني أخاف كثيراً على أعمالي وأكون حذرة دائماً». هذا الحذر لا تواجهه كرم فقط في ألبوماتها، بل تتحدّث عن شعور مشابه ينتابها في الدقائق الخمس الأولى التي تقف فيها على المسرح.
إلى جانب حياتها المهنية، يبدو أن لا جديد في حياة كرم الشخصية، وتقول إنها تآلفت مع الوحدة وصارت تستمد منها قوةً خاصة. وتملأ كرم أوقات فراغها بالقراءة، وخصوصاً الفلسفة والروايات الواقعية.