ما هي فرص نجاح وزير الثقافة المصري بعد كل الضجة التي أثيرت حول ترشّحه لرئاسة الأونيسكو؟ لا أحد يعرف تحديداً. فاروق حسني نفسه يرى أنّ «المنافسة قوية»، وتنحصر بينه وبين بنيتا فيريرو فالدنر، وزيرة خارجية النمسا السابقة ومفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية. إذ إنّها «شخصية قوية ومحترمة ولها تاريخ سياسي كبير» على حد تعبير حسني نفسه، فيما يرى صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة «القاهرة» الصادرة عن وزارة الثقافة، أنّ المنافسة محصورة بين حسني والمرشّح الروسي. أما جريدة «نيويورك تايمز»، فتحدّثت عن انعدام حظوظ الوزير المصري للوصول إلى المنصب الذي سيتحدد الفائز به في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي. ونقلت الجريدة عن عدد من الدبلوماسيين في الأونيسكو أنّ هناك مآخذ لا يمكن الاستخفاف بها، تتعلّق بأداء حسني وزيراً للثقافة في بلاده خلال العقدين الماضيين. ومن أبرز المآخذ التي نقلتها «نيويورك تايمز» قرارات الحظر التي صدرت بحق العديد من الكتب والأفلام في مصر خلال السنوات العشرين الأخيرة، فضلاً عن سيطرة الدولة على الإعلام. وذكرت الصحيفة أن فرص سفيرة الإكوادور السابقة في واشنطن، إيفون آباكي، قوية للوصول إلى المنصب، وخصوصاً في ظلّ التأييد الأميركي لها (تتحمّل أميركا 25% من تمويل المنظمة). وأكّد حسني، من جهته، أنّه اتفق مع شركة علاقات عامة أجنبية ستتولّى تنسيق الحملة التي يمولها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس. وقد خصّص هذا الأخير طائرة خاصة لتنقلات الوزير، كما تولّى بنفسه إقناع الدول الأفريقية التي تملك حق التصويت بتبنّي المرشّح المصري. كذلك اتفق حسني مع الكاتبة والصحافية الفرنسية ميشيل كوتا لإعداد كتاب باللغة الفرنسية يتناول سيرته وإنجازاته، على أن يُتَرجَم إلى الإنكليزية!
يحتاج الوزير إلى 30 صوتاً من أصل 58 دولة تملك حق التصويت، كي ينجح في الوصول إلى مقعد الأمانة العامة لمنظمة الأونيسكو. وقد أكد أنّه يمتلك 20 صوتاً مضموناً (7 دول عربية بينها الجزائر رغم أن لديها مرشحاً للمنصب)، و13 من الدول الأفريقية... وإن كانت دولتا تنزانيا وبنين تحاولان التنصل من وعدهما للوزير بالتصويت له.
أما تنازلات الوزير لإسرائيل فيبقى مفعولها غير مباشر طبعاً. فالدولة العبريّة ليست عضواً في المجلس التنفيذي الحالي للمنظمة، وبالتالي لا تملك سلطة الترشيح. وهناك 8 مرشّحين للمنصب إلى جانب الوزير المصري، من النمسا والإكوادور وبلغاريا وتنزانيا وروسيا وبنين وليتوانيا والجزائر.