تظاهرة تنظّمها «مؤسّسة سمير قصير» في ذكرى اغتياله، بمشاركة أسماء عربية وأجنبيّة. قراءة أولية للبرنامج، ووقفة مع منسّقته الممثلة رندا أسمر
سناء الخوري
حلم سمير قصير هو كلمة السرّ في أدبيات المؤسسة التي تحمل اسم الصحافي الراحل. و«ربيع بيروت» الذي يقام (ابتداءً من 17 الجاري) في أماكن مختلفة من المدينة، يندرج في هذا السياق. عروض ونشاطات أرادتها «مؤسسة سمير قصير» تذكيراً بهذا الربيع العربي الذي ينتظره الجميع ـــــ كلّ على طريقته ـــــ في منطقة تعيش على حافة بركان، بين أنظمة استبداديّة فاسدة، ومجتمعات ممزّقة طاب للرئيس الأميركي المنتخب أن يتلذّذ أخيراً بتكريس تمزّقاتها، ومشروع هيمنة استعماري يجسّده العدوّ الصهيوني. لا نعرف إلى أيّ مدى تُدخِل «المؤسسة» في حساباتها معطيات انحطاطنا على اختلافها حين تبشّر بالربيع، لكن المؤكّد أن سمير قصير يعرف، ومثله المؤتمنون على تركته في المواقع السياسيّة أيضاً... وكذلك الفنانون الذين جاؤوا لمشاركتنا الحلم بمستقبل عربي أفضل. مسرحيّة «شعراؤنا اختفوا عن وجه الأرض» ستفتتح التظاهرة (17/6، س 9) على خشبة «بابل»، وسيلتقي تينيسي ويليامز وجان أنوي ولوركا وبريشت، في عرض تؤديه كاتيا غيرو. ستؤدي الممثلة اليونانية مقاطع من «عربة اسمها الرغبة» و«وردة الوشم»، و«أنتيغونا» و«دائرة الطباشير القوقازيّة»... يرافقها عازف البيانو تيودوروس كوتيبانوس في إنتاج لـ Dipethe of Arignion.
أما عرض «الفقّاعة» للثنائي التونسي رجاء بن عمار/ المنصف الصايم (راجع المقالة المقابلة)، فسيكون موعداً استثنائيّاً (18/6، س 9 ـــ «الدوم»، وسط المدينة). يأخذنا «مسرح فو» إلى أساطيرنا المعاصرة، عبر تجهيز أقرب إلى تطواف احتفالي متعدد المشارب، يحييه 15 فناناً، ويحتضنه هيكل السينما القديمة التي بقيت شاهداً على بيروت أيّام زمان... وهي تعيش أسابيعها الأخيرة بعدما ابتلعتها صفقات «سوليدير» الاستثماريّة. هل قلت ربيع بيروت؟
الأسبوع «احتفاءٌ بالمدينة التي أحبّها وكتب عنها سمير»، تقول منسّقة المهرجان الفنانة رندا أسمر. بيروت أوحت لمنظّمي المهرجان بأوبرا وريسيتال بيانو «حين يلهم الشرق الأوبرا الفرنسيّة». تجمع الحفلة بين الباريتون الفرنسي ريمي فان سام وعازفة البيانو الإيرانيّة محكام نافابي في«أسمبلي هول» في «الجامعة الأميركيّة» (19/6، س 9).
خمسة أشهر حاولت خلالها رندا أسمر تأمين كل شيء. هكذا جاء البرنامج متنوّعاً «على علاقة وثيقة بالفكر»، تقول. هذا ما ستكون عليه أمسية «اغتيال عمر راجح» (20/6، س 9) في الحمامات الرومانيّة (وسط بيروت). العرض ينطلق من اغتيال قصير وجبران تويني، ليطرح أسئلة حول إلغاء الآخر، ودور الفنّ في مواجهة العنف. ويترافق مع محاضرة عن «علاقة الفنّ بقضايا المجتمع» يلقيها الكاتب والصحافي حازم صاغيّة. أما عيد الموسيقى فيحييه ياسين السلمان، مغنّي الراب العراقي المقيم في كندا، في «حديقة سمير قصير» (21/6، س 9). أجواء الـ HIP HOP إذاً للاحتفال والاحتجاج الشبابي، بمرافقة فرقة The Fridge. وسيكون مسك الختام مع ندوة حول كتاب ساندرا إيشيه الصادر بالفرنسيّة «الأورينت إكسبرس: يوميّات مجلّة لبنانيّة في التسعينيات» (المعهد الفرنسي للشرق الأدنى). يحوي الكتاب شهادات صحافيين عملوا مع قصير في L’Orient Express. تلك المجلّة التي أطلقها الراحل، وترأس تحريرها (وسرعان ما تمّت محاصرتها)، تُعتبر حالة فريدة في تاريخ الصحافة اللبنانيّة، إذ أخرجت الفرنكوفونيّة المحليّة من سباتها لتعيد وصلها بمشاغل العصر والهمّ العربي. ويشارك في الندوة التي يستضيفها «المركز الثقافي الفرنسي» (22/6، س 6) شريف مجدلاني وجبّور الدويهي وعمر بستاني وندى شاوول.
جميع العروض مجانيّة، تخبرنا رندا أسمر التي تؤكد أنّ المؤسسة قررت تحويل التظاهرة موعداً سنويّاً هدفها استقطاب الشباب: «هذا الأسبوع وسيلة لبلورة أسئلة تؤرقنا، نضعها في قالب جميل، ونجعلها لحظات استثنائيّة بعيداً عن بؤس الواقع المهيمن».


«ربيع بيروت»: 17 ـــ 22 حزيران (يونيو) الجاري. للاستعلام: 01/999666