محمد عبد الرحمنلا شكّ في أن متغيّرات عدّة شهدتها ظاهرة عودة الفنانات المحجّبات إلى التمثيل قبل ثلاث سنوات. العودة الجماعية التي شملت خمسة مسلسلات في عام واحد ـــــ حصلت الممثلات المحجبات على بطولة أربعة منها ـــــ لم تحقق حتى الآن الأهداف التي أعلنتها الفنانات «التائبات». وقد كان في مقدّمة هذه الأهداف التأكيد لإمكان تقديم فن مميّز لا يتعارض مع الحجاب. ورحّبت الفضائيات بذلك تماشياً مع رغبة الجمهور في دعم الفن الملتزم. غير أنّ هذا الترحيب لم ينعكس على المشاهدين الذين لم ينحازوا إلى «مسلسلات غطاء الرأس»، ربما لأنها افتقرت إلى البعد الدرامي الحقيقي واعتمدت على التصنّع والضجة. بالتالي لم يعد أمام حنان ترك وزميلاتها إلا الاعتماد على ضجيج إعلامي ـــــ مقصوداً كان أو غير مقصود ـــــ لضمان لفت الانتباه.
عادت إذاً حنان ترك بعد ثلاث سنوات من الغياب بمسلسل «هانم بنت باشا» الذي تواصل تصويره حالياً. لكنّ الضجة الحقيقية بدأت مع الكشف عن خبر زواجها وحملها وطلاقها وإنجابها سراً، لينسى الجمهور المسلسل ويركّز على حقّ الفنانة في الاحتفاظ بحياتها الخاصة بعيداً عن الأضواء.
ثم جاء برنامج «عمّ يتساءلون» على قناة «دريم» المصرية ليعطي الفرصة في أسبوع واحد لفنانتَين محجبتَين هما سهير رمزي وسهير البابلي للعودة إلى الأضواء بعدما فشلتا في تقديم مسلسل جديد طوال ثلاث سنوات، إذ لم يحقق «حبيب الروح» لسهير رمزي النجاح المتوقع، وخصوصاً مع تركيز النقاد على ملابسها وحجابها، وهو ما تكرّر تكرراً مختلفاً مع مسلسل «قلب حبيبة» لسهير البابلي لأنّ هذه الأخيرة عادت إلى جمهورها ـــــ بعد غياب ـــــ باللهجة الصعيدية في لون بعيد عن الكوميديا. وما زاد الطين بلّة رفض البابلي احتضان ابنها في المسلسل لأنه ليس ابنها في الحقيقة!
ولأنّ أحمد عبدون مقدّم برنامج «عم يتساءلون» لم يبد مهتماً بالحديث عن نجاح الفنانات المحجبات، فقد حوّل الحوار إلى نقاش عن القبلات في الأفلام وعمليات التجميل... فما كان من البابلي إلا أنّ دافعت عن الحجاب على الشاشة وقالت إنه لا خوف من من أنفلونزا الخنازير لأن «الخنازير لو شافتنا تطفش»!
وسط هذه المعمعة كلّها، لم تتكلم البابلي عن جديدها، وإن أكدت لاحقاً أنّها أجّلت تصوير مسلسلها الجديد بسبب صعوبات التسويق. وطبعاً تماشت مع موضة هذه الأيام، فهاجمت فيلم «دكان شحاتة» لخالد يوسف «لأنّ السينما ليست أحضاناً وقُبَلاً».
من جهة ثانية، يبدو أن الممثلة المحجّبة أيضاً صابرين قرّرت الموافقة على كل العروض التي تتقدّم لها من دون أن تتشدّد كثيراً في تناسب الدور مع حجابها. إذ أنهت تصوير مسلسل «العمدة هانم» لتبدأ تصوير مسلسل «الدنيا أونطة». أما المحجّبة الخامسة عبير صبري، فخلعت حجابها سريعاً، كي لا تضطر لتعويض غيابها عن الشاشة بتصريحات تعجب بعضهم، لكنها لا تضيف شيئاً إلى
الفن.