تعود إيناس حقّي بمسلسل «أصوات خافتة» الذي يقارب مشكلات المجتمع الدمشقي المعاصر، وعلاقات الحب والزواج من خلال مجموعة صحافيين. وقريباً، تخوض المخرجة السورية الشابة غمار الدراما البوليسية في «الجريمة رقم 13»
وسام كنعان
أبرمت قناة «أوربت» أخيراً عقوداً مختلفة مع شركة «الرحبة للإنتاج الفني» التي يديرها المخرج السوري هيثم حقّي، وذلك في إطار تنفيذ خطتها الإنتاجية لمجموعة أعمال درامية سورية، ستعرضها حصرياً على قنواتها المشفرة. ولعلّ أبرز هذه المسلسلات هو «أصوات خافتة» للمخرجة الشابة إيناس هيثم حقّي، الذي بدأ تصويره منذ أيام، ويُتوقّع عرضه في رمضان المقبل.
ورغم تحفّظ مدير إنتاج العمل عن ذكر الميزانية المرصودة للعمل، فإنّ إيناس حقي أبدت ارتياحها للسياسة الإنتاجيّة «العمل سيأخذ حقّه إنتاجياً» قالت لـ«الأخبار»، متمنيةً أن يعرض على «القناة السورية» كي يتمكّن المشاهد السوري من رؤيته.
ويبدو أنّ الصحافيّين وعالم الصحافة هما موضة مسلسلات هذا العام. بعد «هدوء نسبي» الذي يقارب سقوط بغداد درامياً من خلال رصد معاناة الصحافيين الميدانيين، ها هي إيناس حقي تقارب المجتمع الدمشقي من خلال كواليس الإعلام وأروقة المؤسّسات الإعلامية.
«أصوات خافتة» تشارك فيه كوكبة من نجوم الدراما السوريين لعلّ أبرزهم المخرج حاتم علي، الذي يعود إلى التمثيل بعد سنوات من غيابه عن الأدوار الرئيسة. تدافع حقّي عن هذا الخيار الجريء قائلة: «حاتم علي ممثل من الطراز الرفيع، ومن نجوم الصف الأول في سوريا. وعندما قرأتُ النص شعرت بأنّ الشخصية مكتوبة له». غير أنّ هذه التجربة قد لا تكون سهلة بالنسبة إلى مخرجة شابة، لكنّها تؤكّد أنّها «على ثقة بأن مخرجاً بحجم حاتم علي وقدرته على قيادة أعمال ضخمة، يعرف ماذا يعني أن يقوده مخرج آخر. وأساساًَ لن يكون الدور بعيداً عن شخصية علي الحقيقية. إذ يؤدّي دور كمال الشاب النحات، الذي يقع في غرام صحافية نشيطة تؤدّي دورها أمل عرفة». إلى جانب علي وعرفة، تشارك في العمل مجموعة نجوم وممثلين شباب منهم: عبد المنعم عمايري وضحى الدبس وصباح جزائري ونادين تحسين بيك ووفاء موصلي وزهير عبد الكريم ونسرين الحكيم ورغد المخلوف وخالد القيش ونسرين فندي...
تدور أحداث العمل الاجتماعي الذي كتبته سلاف رهونجي بمشاركة كرم غفره وحسام الرنتيسي، في أروقة صحيفة تعمل فيها مجموعة من الصحافيين والموظفين. ومن خلال هؤلاء، تتوسّع القصة لتنتقل إلى منازلهم، وبالتالي إلى مجتمع أكبر ضمن سياق درامي يقدم مجموعة كبيرة من شرائح المجتمع. ومن خلال هذه القصص، يسلّط العمل الضوء على آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، واستفادة بعض التجار الصغار من انهيار الشركات الكبرى، إضافةً إلى تفاصيل اجتماعية أخرى كعلاقات الحب والزواج التقليدي والمشاكل اليومية، وكل ذلك مرتبط بمطبخ العمل الرئيس وهو الجريدة. «يحاول العمل قدر الإمكان رصد مختلف شرائح مجتمع دمشق المعاصر والمشاكل المحيطة به من خلال تفاصيل حياة أفراده اليومية الصغيرة، وهو من الأعمال التي لا تقع فيها أحداث كبيرة» تشرح حقّي، معلنةً أنها في هذا المسلسل ترغب في أن تفي الصحافيين حقّهم «إذ إنني عملت فترة في هذا المجال».
«أصوات خافتة» يشبه إلى حدّ ما مسلسل «رائحة المطر» الذي قدّمته حقّي العام الماضي، تعترف المخرجة بذلك، لكنها ترى أنّ هناك «اختلافاً كبيراً من حيث القضايا المطروحة في العمل». وتأمّل أن يمكّنها ذلك من تقديم رؤية إخراجية مختلفة عما قدمته سابقاً.
من جهتهم، يبدو ممثّلو المسلسل مرتاحين إلى العمل مع حقّي. هذا ما أكّدته النجمة وفاء الموصلّي لـ«الأخبار»، «العمل يحمل الروح والحس الأنثويّين لكونه تقوده مخرجة هي واحدة من القلّة الذين يُديرون مكان التصوير بالكلمة الحلوة، وهو ما يعكس أثراً إيجابياً على فريق العمل ككل».
تؤدّي الموصلّي دور امرأة تؤمن بالمثل الشعبي القديم القائل بأنّ المرأة تخرج من بيت أهلها إلى بيت زوجها فقبرها. تواجه الشخصية مشكلة تنكشف في نهاية العمل، وستكون محوراً أساسياً في أحداثه. «رغم أن المساحة المعطاة للشخصية ليست كبيرة فإنها مؤثّرة» تشرح الموصلّي.
أمّا الممثلة الشابة رغد المخلوف، فتؤدّي دور عبير، الطالبة التي تعاني قهراً شبه يوميّ من والدتها وأخيها، فتهرب إلى الكتب والدراسة لتحقّق ذاتها بعيداً عن معاناتها. «الشخصية مثيرة بالنسبة إليّ لكونها بعيدة جداً عني، ما سيساعدني على تسخير إمكانات أكبر لتجسيدها». من جهته، يجسّد خالد القيش شخصية محاسب في الجريدة، تقليدي يمتلك نظرة قاسية إلى المرأة، كما أنّه سيُحلّل أموراً لنفسه، ويحرّمها على شقيقته، «الشخصية تشبهني من ناحية الشكل. وقد جاء ذلك نتيجة اتفاق مع المخرجة لكون شكل الشخصية يجب أن يكون معاصراً».


zoom

جمال... بوند!


في مكان تصوير مسلسل «أصوات خافتة»، تبدو المخرجة إيناس حقّي منهمكة بعملها إلى حدّ كبير، مبتسمة ودبلوماسية مع كلّ الممثلين والعاملين، فتطلب مراراً من فريق عملها الفنّي التحلي بالهدوء والصبر عند مواجهته أي مشكلة تقليدية. وقد تكون شخصيتها هي ما سهّل العمل مع هذه المجموعة الكبيرة من الممثلين. ورغم بعض الانتقادات التي رأت أنّ حقّي تراهن غالباً على ممثلين شباب وتسند إليهم أدوار البطولة المطلقة، فإنها ترفض كلّ ذلك، وتقول إنها قريبة من هؤلاء الممثلين، وقد بنت علاقتها بهم أثناء دراستها في المعهد العالي للباليه، وتلفت إلى أنّ إيمانها بهم لا تشوبه أية مغامرة أو جرأة زائدة. وفي «أصوات خافتة» رغم مشاركة ممثلين كبار، فإنّ حقّي استعانت مجدداً بعدد كبير من الممثلين الشباب.
أمّا جديد المخرجة الشابة، فقد يكون مفاجئاً. بعد تبنّيها لثلاثة أعمال اجتماعية، ستتجّه إلى الدراما البوليسية التي قلّما تقدّمها الدراما السورية. ويقوم زوجها الكاتب غسان زكريا بكتابة أحداث العمل البوليسي، الذي يحمل عنوان «الجريمة رقم 13». وكان يُفترض أن يجري إنتاج هذا العمل العام الحالي لكن أُجّل إلى السنة المقبلة، على أنّ يؤدّي دور البطولة فيه النجم السوري جمال سليمان.