حسين بن حمزةيكاد المعرض يغطي مساحة لبنان كلها. إنّنا مدعوّون للتجوال بين أسماء المجازر وأسماء الضحايا وأسماء شخصيات عاصرت الحرب. هناك نُصُب تخلّد أفراداً: كمال جنبلاط، بلال فحص، بشير الجميّل، رفيق الحريري، عماد مغنية، سمير قصير، جبران تويني ...، ونُصُب تخلّد ذكرى جماعات: مجزرة الدامور، صبرا وشاتيلا، شهداء الجيش السوري، أبطال حرب تموز، شهداء قانا الأولى والثانية، ضحايا تفجير السفارة الأميركية في بيروت، ضحايا قوات اليونيفيل ...، إضافة إلى نُصُب عمومية: تمثال الشهداء في وسط بيروت، نصب الجندي المجهول.
شهداء وضحايا وشخصيات من كل المناطق. الصور تخبرنا أن العنف مرّ من هناك، وأنه ليس مخلّداً في نصب الموتى وصورهم فقط، بل هو مخلَّد في حياة الأحياء الذي يواصلون حياتهم اليومية المهددة بالعنف نفسه. المعرض، بهذا المعنى، ليس استعادة مريرة لذكرى بعيدة. لعل حيوية فكرة المعرض وأهميته موجودتان في صفتي القِدَم والراهنية اللتين تتراءيان في الصور. الحرب جرح مفتوح، يقول لنا المعرض. ألا يعيش مفقودوها ومخطوفوها في بيوت ذويهم حتى الآن؟.


حتى 29 حزيران (يونيو) ــــ «الهنغار» (حارة حريك، بيروت) ــــ 01/553604