strong>بيروت كلّها ستحتفل بالموسيقى غداً. من الحمرا إلى ساحة الشهداء، 50 فرقة وفناناً سيعزفون حتّى الفجربعد سنوات من الركود النسبي، يعود عيد الموسيقى هذه السنة بقوة إلى بيروت. الاحتفال السنوي بهذا العيد العالمي الذي انطلق من فرنسا عام 1982، وتبناه لبنان عام 2001، قد يستعيد مساء غدٍ ـــــ بنسخته المحلية ـــــ بريق السنوات الأربع الأولى، عندما كان يزحف إلى العاصمة، جمهور من كل الأعمار والفئات متجولاً في أرجائها، بين شتّى المحطات التي تحتضن الحفلات.
عند الثامنة من مساء الغد إذاً، ستنطلق مجموعة البرامج الموسيقية في أكثر من مكان، وبالتزامن مع بعضها (ما عدا سهرة الـ«دوم» التي تبدأ عند التاسعة، وقد تشهد أشعة الشمس الأولى). سيتركّز الاحتفال بالعيد في وسط بيروت وضاحيتَيْه الملاصقتَيْن: الشرقية (الجميزة) والجنوبية (الحمرا). وفي الوسط، ستجري الاحتفالات في الأماكن المعتادة، القديمة (ساحة الشهداء ومبنى الـ«دوم» المهجور)، والتراثية (الحمامات الرومانية)، والمستحدثة (حديقة سمير قصير). أما الجميزة، فتستضيف جمهور المحتفلين بإطلالة الصيف على درجها الشهير (درج مار نقولا)، فيما تنقل الحمرا صالتها إلى الباركينغ المقابل لـ«فرنسبنك» بعدما نبَتت عمارة ضخمة فوق «باركينغ الحمرا» الذي كان يستقبل هذه النشاطات في الماضي القريب.
إذا ألقينا نظرة بانورامية على برنامج عيد الموسيقى، نرى أنّ هناك سيطرة شبه كاملة للأنماط الموسيقية والغنائية الغربية بأسماء محلية، فيما لا يتعدى عدد الأسماء الأجنبية أصابع اليد الواحدة، وكذلك الفرق اللبنانية التي تقدّم الموسيقى اللبنانية أو الشرقية. أمّا حصة الأسد فهي لفرق الـHip Hop (راب) والموسيقى الإلكترونية والـ«دي. دجايز»، في تظاهرة تجمع حوالى 50 اسماً في ستة أماكن من العاصمة. ونلاحظ أيضاً أنّ معظم الفرق هي، إما جديدة تطلّ للمرة الأولى، وإما هاوية ومغمورة نسبياً، والمعروف بينها قليل جداً. إذ إنّ الكثير من الأسماء التي كانت تشارك في بداية مسيرتها، باتت ترى إقحام نفسها في الاحتفالات المجانية لعيد الموسيقى أمراً لا يليق بمقامها!
بالنسبة إلى تفاصيل البرنامج، نشير في ما يلي إلى الأنماط التي ستطغى على كل من الأماكن الستة التي تحتفل بالمناسبة، ونكتفي بذكر أبرز الأسماء، بما أن اللائحة الكاملة تطول. في الحمامات الرومانية، تستهل البرنامج فرقة «بيات» للموسيقى الشرقية ويتخلله حضور الاسم الأبرز هذه السنة، الفنان الفرنسي المخضرم برنار لافيلييه. غير أن السهرة يطغى عليها الروك المحلي (إلياس دياز/ روك فرنسي،The new Government/ بانك ــ روك، «مشروع ليلى»/ بوب ـــ روك لبناني)، وتختمها فرقة الجاز الوحيدة في العيد «جاي ـــــ إلكتريك» (فرقة لبنانية/ بريطانية/ هولندية). في المقابل، تشهد ساحة الشهداء الحضور الأقوى للهيب هوب العربي (I - Voice، أشكمان، خط أحمر...)، إضافة إلى موسيقى الروك (Limelight، أركان The Kordz). أما في حديقة سمير قصير، فالبرنامج منوَّع بين الراب (The Narcissit/ العراق، «كتيبة 5» / فلسطين ـــ لبنان)، الروك والفولك ــــ الروك المحلي (ساندمون، سيلفان نصّار، The Incompetents). والمحطة الأخيرة في الوسط التجاري، في مبنى الـ«دوم»، ستكون مخصصة لمحبي الموسيقى الإلكترونية، وألاعيب الـ«دي. دجايز»، وعروض الفيديو مع 15 فناناً من لبنان وإيطاليا وفرنسا.
من جهة ثانية، وخارج الوسط التجاري، يقدم درج الجميزة برنامجاً لبنانياً لكل الأذواق، فيه الشرقي (طوني بايع) والفولك (Cristobal) والروك (MEEN) والـ«درام أند بايس» (أرنب)... أما في شارع الحمرا، فالبرنامج يشمل الراب اللبناني (الفهرس، 7 طقّات، بيكروفون) والروك اللبناني أيضاً (Plugged، The Crave، Sphere و Vibrations)، فيما يحضر الشرقي (نحنا الناس) والفلامنكو (خوسيه غونزالِس). ولا بدّ من إشارة أخيرة إلى موعد أساسي خارج العاصمة، في مدينة جبيل التي ستعيش عيداً خاصاً مع مجموعة فرق شبابية، برعاية «مهرجان بيبلوس» وبلديّة جبيل.
ب. ص.


ابتداءً من الثامنة مساء غد الأحد ــــ «الحمامات الرومانية»، «درج مار نقولا» (الجميزة)، الحمرا، «حديقة سمير قصير» و«الدوم» (وسط بيروت)