المُنتج يضع دوماً شروط اللعبة في سوريا. وها هو يبتعد عن الأعمال التاريخية ويلتحق بموضة العصر: المسلسلات الاجتماعية. أمّا الكوميديا فتقتصر هذا العام على عملين وحيدين، هما «مقالب أبو غالب» و«مرسوم عائلي»
دمشق ــ وسام كنعان
قد يتفق صنّاع الدراما السورية على أنّ المشاهد يحتاج إلى الكوميديا باستمرار. لكنّ هناك خلافاً كبيراً بين حاجة المشاهد وما يتمّ إنتاجه أخيراً. إذ إنّ الدراما ـــــ باعتراف نجومها ـــــ تُصنع دوماً وفق مزاجية المنتج، بل وفق رأس المال الخليجي الذي يُنتج أغلب المشاريع الدرامية السورية. وبينما يبدو جلياً ابتعاد هذا المنتج عن تمويل الأعمال التاريخية والتحاقه بموضة العصر الرائجة، أي الأعمال الاجتماعية، ها هو ينأى أيضاً عن إنتاج الأعمال الكوميدية المطلوبة والمتابعة من قبل المشاهد العربي. هكذا، تقتصر الأعمال الكوميدية هذا العام على مسلسل «مرسوم عائلي» (تأليف محمود الجعفوري وإخراج ماهر صليبي الذي انتهى تصويره) و«مقالب أبو غالب» الذي سيبدأ تصويره قريباً، ويؤدّي دور البطولة فيه الفنان نزار أبو حجر. في حديث مع «الأخبار»، أعلن أبو حجر أنّه استعمل ـــــ في عمله الجديد ـــــ اسم الشخصية التي أدّاها في «باب الحارة»، لكنّه سيقدّم «كاراكتيراً» مختلفاً ضمن سياق كوميدي ناقد «ولن أكشف المزيد من تفاصيل العمل، لكن أعدكم بأنّه سيكون مفاجأة». وأعلن الممثل السوري أنّه يشارك في كتابة نصّ المسلسل، وأنّ جهات إنتاجية عدّة أبدت استعدادها لتبنّي العمل. وفي إشارة إلى الأطراف التي هاجمته بعد تركه «باب الحارة»، أكّد أبو حجر أن العمل «سيكون رداً على بعض أعداء النجاح، كما أنّ للشخصية ثيمات خاصة بها تختلف عن ثيمات أبو غالب في «باب الحارة»، وأنا واثق من نجاحه».
أما العمل الكوميدي الآخر أي «مرسوم عائلي»، فيؤدّي دور البطولة فيه كلّ من أيمن زيدان وسلمى المصري وشكران مرتجى ونضال سيجري وساميا الجزائري وحسام تحسين بيك وأدهم مرشد، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الضيوف، منهم محمد حداقي ووائل زيدان وأحمد الزين وشادي زيدان. ويتناول المسلسل ـــــ في قالب كوميدي ـــــ قانون العقوبات السوري، مسلّطاً الضوء على القوانين البالية التي لا يزال تطبيقها مستمرّاً، فيما لم تعد قادرة على معالجة مشاكل العصر. وما كادت فكرة المسلسل تظهر في الإعلام حتّى أعلن الفنان فارس الحلو أنّ الفكرة هي فكرته وأنّ «مرسوم عائلي» سرق الموضوع منه. لكن ردّ مدير إنتاج المسلسل شادي زيدان لم يتأخّر. إذ قال لـ«الأخبار» إنّ «صاحب الفكرة هو الممثل أيمن زيدان وقد اقترحها منذ أكثر من سنة. وكان قد طلب من كاتب العمل محمود الجعفوري البدء بكتابة النصّ في تلك الفترة، وعندما بدأنا التصوير كانت هناك حوالى عشرين حلقة جاهزة».
الموضوع الذي يُطرح للمرة الأولى، قد يعتبر جريئاً في ظلّ سلطة الرقيب السوري. غير أنّ هذا الموضوع لا يقلق فريق العمل. إذ يؤكّد زيدان «العمل تناول قوانين عدة وقام بذكرها وتسميتها، لكن بشكل كوميدي ومن دون حالة صدام مع الرقيب».
وتدور أحداث المسلسل حول محامي (أيمن زيدان) وزوجته (سلمى المصري). ومن خلال قصتهما، سيُعرض في كلّ حلقة قانون من القوانين القديمة. مثلاً في إحدى الحلقات، تعرض الشخصيات موضوع الغرامة التي يُجبر المواطن السوري على دفعها إذا استحمّ أمام الآخرين أو الظهور في مظهر غير لائق في الأماكن العامة.
وعن الجهة المنتجة ومكان العرض وزمانه، يوضح زيدان أنّ الجهة المنتجة هي تلفزيون «دبي» التي ستعرض العمل حصرياً ويُتوقع عرضه في رمضان المقبل. وقد أدّت شركة «أكشن» التي يديرها أيمن زيدان دور المنتج المنفذ للعمل. وكما هي العادة، فقد تحفّظ مدير إنتاج العمل عن ذكر الميزانية التي رصدت للعمل. وربما يكون سبب التكتم عن ذكر ميزانيات الأعمال السورية بالمجمل هو ارتباطها بجهات إنتاجية ـــــ غالباً ما تكون محطات فضائية ـــــ تحبّذ عدم التصريح عن كلفتها في إنتاج العمل في نية تسويقه في ما بعد تسويقاً جيداً.
ورأى شادي زيدان أنّ المشكلة التي واجهت الأعمال الكوميدية الأخيرة لأيمن زيدان هي مشكلة سوء توزيع ليس أكثر، وسيتم تلافي هذا العائق في «مرسوم عائلي» على حد قوله، مبدياً تفاؤله به. ويراهن على متابعته جيداً وتحقيقه الحضور المطلوب لدى المشاهد، على الرغم من المعاناة التي رافقت فريق العمل أحياناً للتنسيق مع الممثلين «كون المسلسل يحتاج إلى التفرغ الكامل للممثّلين أثناء فترة التصوير، لكن تم تجاوز هذه المشكلة وقد أنهى فريق العمل التصوير في الوقت المطلوب» يشرح زيدان.
ويرى أنّ سبب الشحّ في إنتاج الأعمال الكوميدية مسألة لا علاقة لها بالمنتج بقدر ما تتعلّق بندرة النصوص الكوميدية، إضافة إلى نقص في المخرجين الكوميديين وتقصير الممثلين أيضاً في تقديم اقتراحات جديدة لمشاريع كوميدية.


عودة «ضيعة ضايعة»

لم تتوقع شركة «سامة للإنتاج الفني» النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «ضيعة ضايعة». وبعد هذا النجاح، بادرت الشركة المنتجة إلى العمل على إنتاج جزء ثانٍ منه. وقد أنهى كاتب الجزء الأول ممدوح حمادة كتابة جزء كبير من الحلقات، ليتولى الليث حجو (الصورة)، وهو مخرج الجزء الأول، إخراج الجزء الثاني. إلا أن عمليات التصوير لم تبدأ بعد، بسبب انشغال الجهة المنتجة بعملها التاريخي الضخم «صدق وعده» وعدم اكتمال النصوص المكتوبة. كذلك فقد تم تأجيل المسلسل الكوميدي «بقعة ضوء» الذي كان يُفترض أن يحمل اسم «بقعة زيت» من دون أسباب واضحة، سوى تلك التي تتعلق بمشاكل الجهة المنتجة، وهي شركة «سوريا الدولية»